فَكَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ لِي: أَتَدْعُو إِلَى بَيْتِكَ إلا من تحبه؟
٣٩٩- أخبرنا أبو بكر الصوفي، قال: أنبأنا أبو سعد الحيري، قال: أنبأنا ابن باكويه، قال: حدثني علي بن أحمد الأصفهاني، قال: ثنا عمر بن واضح، قال: ثنا إبراهيم بن أحمد، قال: سمعت جرار بن بكر الدئلي، قَالَ: أَحْرَمْتُ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ودخلت بادية تبوك إلى أن وصلت مَكَّةَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَإِذَا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَلاءِ جَالِسٌ فِي شِقِّ الطَّوَافِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، فَقَالَ لِي: يَا بني! من أين أحرمت؟ فقلت له: مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَقَالَ: مِنْ أي طريق جئت؟ فقلت: على طريق تبوك. فقال لي: على شرط التوكل؟ فقلت: نعم.
فقال: يا بني! أَعْرِفُ رَجُلا حَجَّ اثْنَيْنَ وَخَمْسِينَ حَجَّةً عَلَى التَّوَكُّلِ، وَهُوَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ ذَلِكَ.