وأسعى سبوعاً بين مروة والصفا ... أهلل ربي تَارَةً وَأُنَادِي
وَآتِي مِنًى أَقْضِي بِهَا التَّفَثَ الَّذِي ... يَتِمُّ بِهِ حَجِّي وَهَدْيُ رَشَادِي
فَيَا لَيْتَنِي شَارَفْتُ أَجْبُلَ مَكَّةَ ... فَبِتُّ بِوَادٍ عِنْدَ أَكْرَمِ وَادِي
وَيَا لَيْتَنِي رُوِّيتُ مِنْ مَاءِ زمزم ... صدى خلد بَيْنَ الْجَوَانِحِ صَادِي
وَيَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ قَبْرَ مُحَمَّدٍ ... فَأَشْفِي بِتَسْلِيمٍ عَلَيْهِ فُؤَادِي
وَلِمِهْيَارِ فِي هَذَا الْمَعْنَى:
أَيَا لَيْلَ جَوٍّ مَنْ بَشَيِرُكَ بِالصُّبْحِ ... وَهَلْ مِنْ مَقِيلٍ بَعْدَ ظِلِّكَ في الطلح
شربت على سوق النخيلة نهلة ... بها لم أكن أدري أسكر أَمْ تُصْحِي
فَمَا لَكَ مِنْهَا غَيْرُ لَفْتَةِ ذاكر ... إذا قلت بلت أو قدت لوعة البرح
أيا صاح والماشي بِخَيْرِ مُوَفَّقٍ ... تَرَنَّمْ بِلَيْلِي إِنْ مَرَرْتَ عَلَى السفح
وقام بِعَيْنِي فِي الْخَلِيطِ مُخَاطِرًا ... عَسَتْ نَظْرَةٌ مِنْهَا يفوز بها قدحي
وله:
يا نسيم الريح مِنْ كَاظِمَةٍ ... شَدَّ مَا هِجْتَ الأَسَى وَالْبُرَحَا
الصِّبَا إِنْ كَانَ لا بُدَّ الصِّبَا ... إِنَّهَا كَانَتْ لِقَلْبِي أَرْوَحَا
يَا نَدَامَايَ بِسَلْعٍ هَلْ أَرَى ... ذَلِكَ الْمُغْبِقَ وَالْمُصْطَبِحَا
أَذْكِرُونَا ذِكَرْنَا عَهْدَكُمُ ... رب ذكرى قربت من نزحا