للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على مدينة سبتة (٣٦). وحاول في سنة ٣٢٠ هـ السيطرة على جزيرة ارشقول (٣٧) الحصينة لكن الحملة لم تحقق هدفها واضطر إلى تركها عائداً إلى قواعده في المرية (٣٨).

وقد أصبحت المناطق التي سيطر عليها الأسطول الأندلسي قواعد للإنطلاق في العمق المغربي، في نفس الوقت عدت بمثابة حزام الأمان للسواحل الأندلسية المقابلة. ومنذ ذلك الحين بدأت القوات البحرية الأندلسية بتسديد الضربات للفاطميين ومهاجمة ممتلكاتهم في المغرب الأقصى، بل أخذت تهاجم سفنهم في عمق البحر وتقطع على الأخرى خطوط العودة، وعلى الرغم من أن الفاطميين ردوا بالمثل وهاجموا المرية قاعدة الأسطول الأندلسي سنة ٣٤٤هـ وأحرقوا جميع السفن الراسية فيها، ولكنهم لم يتمكنوا من تحجيم تحركاته، فعاود الأسطول الأندلسي الهجوم، وقصد هذه المرة سواحل سوسة ومرسى الخزر وعاث فيهما دون أن يتمكن الفاطميون من رده أو التقليل من خسائرهم.


(٣٦) ابن حيان: ٥/ ٢٨٨؛ وينظر: محمد بن تاويت، تاريخ سبتة، الدار البيضاء ط ١، ١٩٨٢ ص:٢٢ وما بعدها.
(٣٧) قريبة من سواحل تلمسان في المغرب الأوسط (الجزائر).
(٣٨) سالم، المغرب الكبير: ٢/ ٦١٢.

<<  <   >  >>