للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمثال ابن الخراز المليلي الذي كان قاضياً بمدينة مليلة، وحكم بن محمد القيرواني القرشي الذي تعرض للسجن في عهد عبيد الله المهدي (٣٢)، ولجأ إليه بنو سعيد بن صالح أمراء نكور بعد أن دخلها مصالة بن حبوس وقتل صاحبها سعيداً في سنة ٣٠٥ هـ، وعمل الناصر على تمكين صالح بن سعيد من استعادة نكور واستخلاصها من عامل مصالة بن حبوس (٣٣).

وساند جميع الثورات القائمة في المغرب ضد الدولة الفاطمية ومنها ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد الزناتي التي استغرقت عهد الخليفة الفاطمي محمد القائم وسنوات من عهد ولده إسماعيل المنصور، وقد أمد الناصر هذه الثورة بكل أسباب التواصل من أموال وسلاح بحيث أصبحت تهدد كيان الدولة الفاطمية برمته في بلاد المغرب نتيجة الانتصارات التي حققها الثائر على القوات الفاطمية في معارك عديدة، ولم تستطع جيوش الفاطميين من إنهاء هذه الثورة إلا بعد أن استعانت بقبيلة صنهاجة وحينئذٍ تمكنت من قوات الثائر وقتله سنة ٣٣٦ هـ (٣٤).

٣ - العمل على بناء قوة بحرية مهاجمة:

اهتم الأندلسيون بالقوة البحرية منذ عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط عندما تعرضت بعض السواحل الأندلسية ومدنها إلى هجمات النورمان، ولم يكتفوا بقوات الأسطول الدفاعية بل بدأوا استجابة لمتطلبات أمن البلاد بصناعة السفن المختلفة الأحجام، فمع بداية عصر عبد الرحمن الناصر، وتزايد خطر الفاطميين بدأت الأندلس تعمل بشكل سريع لمنافسة القوى الأخرى في البحر المتوسط، وتحكم سيطرتها على مياهها الإقليمية لا سيما منطقة جبل طارق وعملت دوريات الأسطول الأندلسي على منع الإمدادات التي كانت الدولة الفاطمية تمول بها المتمردين في الأندلس ومنهم زعيمهم عمر بن حفصون وتمكنت ولمرات عديدة من إغراق السفن الفاطمية، أو أسرها داخل وخارج المياه الإقليمية للأندلس. ولم يكتف عبد الرحمن الناصر بهذه الاجراءات، بل عمد إلى مهاجمة أهم المدن المغربية المطلة على البحر المتوسط وضمها إلى سلطانه، ففي سنة ٣١٤هـ استولى الأسطول الأندلسي على مدينة مليلة وطنجة (٣٥)، وفي سنة ٣١٩هـ استولى


(٣٢) سالم: تاريخ المغرب الكبير ٢/ ٦١٤.
(٣٣) سالم: المصدر السابق: ٢/ ٦١٥؛ وينظر: المقتبس ٥/ ٢١٦.
(٣٤) ابن عذاري: ١/ ٢١٦.
(٣٥) سالم، المغرب الكبير: ٢/ ٦١١؛ أحمد بدر ٨٧.

<<  <   >  >>