للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - إعلان الخلافة في الأندلس سنة ٣١٦ هـ تحدياً للدولة الفاطمية، وقد سبق الحديث عن ذلك.

٢ - العمل على كسب ولاء القبائل في العدوة المغربية وتحريضها للقيام على الدولة الفاطمية، فقد تمكن من كسب زعماء زناتة المشهورة في المغرب العربي وعلى رأس هؤلاء الزعماء زعيم قبيلة مغراوة الزناتية محمد بن خزر الذي كان يسيطر على المغرب الأوسط بأكمله عدا مدينة تاهرت (٢٦)، وكانت هذه القبائل في صراع دائم مع الفاطميين وحلفائهم من قبائل صنهاجة، وقد بايع محمد بن خزر الناصر سنة ٣١٧ هـ ودعا له دون الفاطميين (٢٧).

وأعلن أيضاً موسى بن أبي العافية الزناتي سنة ٣١٧ هـ ولاءه للخلافة الأندلسية (٢٨)، وكان ابن أبي العافية مشهوراً بمقارعته لجيوش الفاطميين والقوات المتحالفة معهم، وقد خاض في سبيل ذلك سلسلة من الحروب استمرت سنوات طوالاً استنزفت من طاقات الدولة الفاطمية الكثير من العدد والعدة (٢٩).

واعترف الأمراء الأدارسة المتآمرون في المغرب الأقصى بين سنتي ٣١٦ هـ و ٣١٨ هـ بخلافة الناصر لدين الله ونبذوا الدعوة الفاطمية وكان آخرهم الأمير الحسن بن عيسى الحسني الذي والى الناصر في سنة ٣١٨هـ (٣٠). وإن كان موقف الأدارسة يتراوح بين تأييد الفاطميين تارة والأندلس تارة أخرى والانقلاب على الخلافتين حين تتوفر لهم القوة والمنعة.

وممن خاطب الناصر أيضاً واعترف بخلافته صقور بن سنان " وكان ابتداؤه لذلك في سنة ٣١٦ هـ، كتب يمت بالولاية ويخطب القبول وازدلف بهدية حسنة من خيل وإبل وأنعام وغزلان، حسن موقعها من الناصر لدين الله لغرابتها بأرضها ما ضعَّف له عنها المكافأة وأسجل له على عمله، وألحقه بأهل ولايته " (٣١).

وإضافة إلى ذلك فقد حمى الخليفة الناصر اللاجئين السياسيين أفراداً وزعماء من


(٢٦) عاصمة الدولة الرستمية، أسسها عبد الرحمن بن رستم وانتهت هذه الدولة على يد الفاطميين.
(٢٧) ابن حيان: ٥/ ٢٥٧، وينظر: كتاب البيعة ص ٢٦٥.
(٢٨) ابن حيان: ٥/ ٢٦١، الناصري، الاستقصا: ١/ ١٨٨.
(٢٩) ابن حيان: ٥/ ٣٠٧ وينظر الصفحات: ٣٤٧ و ٣٦٩، ٣٧١.
(٣٠) ابن حيان: ٥/ ٢٦١ - ٢٦٣.
(٣١) ابن حيان: ٥/ ٢٦١ ذكره في أحداث سنة ٣١٧هـ.

<<  <   >  >>