للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جليقية، وأمير اشتوريش ثم وفدت سفارة سانشو وملك نافارا (٢٣)، وفي سنة ٣٦٠ هـ وفد سفراء أمير برشلونة الكونت بوريل ثم أوفدت البيرة الوصية على عرش ملك ليون تطلب عقد معاهدة عدم اعتداء بين الطرفين. ووصلت سفارات أخرى من أمير قشتالة وكونت شلمنقة، وفي سنة ٣٦٢ هـ جدد ملك نافار والبيرة وصية ملك ليون بعوثهما إلى قرطبة تعزيزاً لاتفاقاتهما السابقة.

لقد عاشت الأندلس في عهد الحكم المستنصر عصراً ذهبياً تميز بعدة مظاهر أبرزها ازدهار العلوم والأدب فقد كان الحكم " عالماً فقيهاً بالمذاهب، إماماً في معرفة الأنساب، حافظاً للتاريخ، جماعاً للكتب، مميزاً للرجال من كل عالم وجيل، وفي كل مصر وأوان ... " (٢٤).

شارك العلماء في علومهم وألف مؤلفات بعضها في الأنساب (٢٥) وأخرى في التاريخ وله تعليقات عديدة على كثير من المؤلفات التي قرأها أو سمعها حتى عده ابن الخطيب " حجة وقدوة، وأصلاً يوقف عنده " (٢٦)، وكان قد بث التجار في أقطار المشرق والمغرب يقتنصون له كل جديد في العلم (٢٧)، ويبعث إلى العلماء المشهورين للحصول على النسخ الأولى من مؤلفاتهم (٢٨) وقد ضمت المكتبة الأموية المشهورة الآلاف من المؤلفات في العلوم المختلفة والعقلية منها والفعلية وروى ابن حزم: " أن عدد الفهارس التي كانت فيها تسمية الكتب أربع وأربعون فهرسة، في كل فهرسة خمسون ورقة ليس فيها إلا ذكر أسماء الدواوين فقط " (٢٩).

وعهد بإدارة هذه المكتبة إلى أخيه عبد العزيز، في حين كان أخوه المنذر مشرفاً على دور التعليم في قرطبة، واحتفى الحكم بمجموعة من مشاهير علماء العصر


(٢٣) عنان: ٢/ ٤٩١.
(٢٤) ابن الخطيب؛ أعمال الأعلام: ٤١.
(٢٥) نقل ابن حزم بعض الأنساب عن كتاب الحكم، ينظر: جمهرة أنساب العرب: ٨٨، ٣١٠، ٣٩٩، ٤٠٨، ٤٢٤.
(٢٦) أعمال الأعلام: ٤١.
(٢٧) ابن الآبار: الحلة السيراء: ١/ ٢٠٠.
(٢٨) وصل كتاب الأغاني للأصفهاني الأندلس قبل أن ينتشر ويذاع في العراق بلد المؤلف. وكذلك فعل الحكم مع القاضي أبي بكر الأبهري المالكي في شرحه لمختصر ابن عبد الحكم. ينظر: ابن الآبار، الحلة السيراء ١/ ٢٠١، والمقري: ١/ ٣٨٦.
(٢٩) جمهرة أنساب العرب: ١٠٠.

<<  <   >  >>