للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- طليطلة أو الثغر الأوسط.

- دانية وجزر البليار.

وتضم كل منطقة من المناطق المشار إليها إمارة أو أكثر من إمارات الطوائف وتتباين من ناحية المساحة وعدد السكان والأهمية العسكرية (٥)، واستمرت هذه الدويلات حتى دخول المرابطين الأندلس الذين عملوا جاهدين على إعادة الوحدة السياسية إلى البلاد عن طريق إنهاء هذه الكيانات الواحدة تلو الآخر كما سنفصل من خلال عرض أحوال هذه الدويلات.

١ - دويلة بني جهور في قرطبة:

خلع أهل قرطبة الخليفة هشام الثالث الملقب المعتد بالله في ذى الحجة سنة ٤٢٢ هـ، وألغوا الخلافة الأموية بعد أن يئسوا من صلاح أمرها (٦)، واجتمعوا على تنصيب الوزير أبي الحزم جهور بن محمد بن جهور (٧) رئيساً لحكومة قرطبة فاختار بدوره مجلساً عد بمثابة السلطة التشريعية العليا في المدينة. وقد استطاع ابن جهور من خلال هذا المجلس أن يضع الجميع زعماء وأفراداً أمام مسؤولياتهم وواجباتهم، فحمدت سياسته واستقرت الأمور وتجنبت حكومته منافسة المنافسين وتمرد الطامعين (٨)، حتى عرفت حكومته هذه بدولة الجماعة (٩)، وأصبحت قرطبة في عهده حرماً آمناً يأوي إليه أمراء وزعماء الطوائف فيجدون فيه الملاذ الأمين (١٠).

واستمرت حكومة الجماعة هذه برئاسة ابن جهور تدير أمر قرطبة وما يتبعها قرابة اثنتي عشرة سنة، سادت فيها السكينة والأمن وبدأت الحياة الإقتصادية في الانتعاش بعد أن أمن التجار على أموالهم نتيجة القسوة التي فرضت على المتلاعبين بأمن المنطقة (١١).


(٥) عنان، دول الإسلام: ٣/ ١٧.
(٦) ابن بسام: ق ١ ج ٢ ص ٦٠٢.
(٧) ولد ابن جهور سنة ٣٦٤ هـ وأخذ عن شيوخ عصره المشهورين - ينظر ترجمته في الصلة، لابن بشكوال: ١٣١.
(٨) ينظر: الضبي، بغية الملتمس: ٣٥؛ ابن عذاري ٣/ ١٨٦.
(٩) كانت هذه الدولة تبسط سلطانها على رقعة متوسطة من الأندلس تمتد شمالاً حتى جبال الشارات وشرقاً حتى منابع نهر الوادي الكبير، وغرباً حتى أستجة، وجنوباً حتى غرناطة وتضم من المدن عدا قرطبة جيان وأنده وأبده والمدور وأرجونة، عنان: دول الإسلام ٣/ ٢١.
(١٠) الضبي، بغية الملتمس: ٣٥.
(١١) ابن بسام: ق ١ج ٢ ص ٦٠٤، الضبي: ٣٥.

<<  <   >  >>