للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الظروف ومساعداً بعضهم على البعض الآخر (١٦).

توفي الفونسو العاشر طريداً عام ٦٨٣ هـ/١٢٨٤ م فانفرد ابنه شانجة الرابع في حكم قشتالة. وعبر السلطان المريني للمرة الرابعة إلى الأندلس في صفر من عام ٦٨٤ هـ، واشتبك مع جيوش قشتالة في البر والبحر فانتصر عليها، فرغب شانجة الرابع في طلب الصلح، فأرسل وفداً من الأحبار إلى السلطان المريني ووضعت شروط الصلح (١٧).

كان من نتائج الود والتفاهم بين مملكة غرناطة والمرينيين أن عبرت مجموعة من المجاهدين إلى الأندلس للمرابطة فيها، ليكونوا على أهبة الاستعداد لمجاهدة الممالك الإسبانية، عُرفت هذه المجموعة بـ " مشيخة الغزاة " ورئيسها باسم (شيخ الغزاة) وهي من المناصب العسكرية التي أُنشئت في هذه الفترة، وتولى بنو العلاء (من أقارب السلطان المريني) قيادة المشيخة، وتولى رئاسة المشيخة عبد الله بن أبي العلاء حتى استشهد في عام ٦٩٣ هـ، فكانت بعد ذلك لأخيه أبي سعد عثمان بن أبي العلاء (١٨).

توفي السلطان المريني المنصور عام ٦٨٥ هـ/١٢٨٥ م في الأندلس، بعد حياة حافلة بالجهاد، وورث حكم المرينيين ابنه أبو يعقوب يوسف، وكان له دور كبير في مجاهدة الممالك الإسبانية إلى جانب أمراء مملكة غرناطة وبخاصة إلى جانب محمد الفقيه الذي جنح أحياناً إلى مهادنة ملوك الإسبان، وأحياناً تعاون معهم ضد بني مرين (١٩).

توفي محمد الفقيه وورثه ابنه السلطان محمد الثالث المخلوع ٧٠١ - ٧٠٨ هـ/١٣٠٢ - ١٣٠٩ م، فبدأ أمره بمصالحة المرينيين أولاً، وبمحاربة مملكة قشتالة ثانياً التي عقدت معه هدنة أمدها ثلاث سنوات (٢٠)، وبعد خلعه تولى أمر غرناطة السلطان نصر بن محمد ٧٠٨ - ٧١٣ هـ/١٣٠٩ - ١٣١٤ م، فتقرب هذا السلطان إلى المرينيين فأعاد إليهم مدينة سبتة وزوج إحدى شقيقاته إلى أبي الربيع المريني، وفي عهده أرسل فراندة الرابع ملك قشتالة


(١٦) ينظر، ابن أبي زرع، روض القرطاس، ص ٣٣٨، ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ص ٣٣٣ - الإحاطة، ج ١، ص ٥٦٤ - المقري، نفح الطيب، ج ٥، ص ١٢٠ - أزهار الرياض، ج ١، ص ٦١ - عنان، نهاية الأندلس، ص ٨١، ١٠٥ - ١٠٧.
(١٧) ابن الخطيب، الإحاطة، ج ١، ص ٥٦٣ - ابن خلدون، العبر، ج ٤، ص ٣٩٣ - عنان، نهاية الأندلس، ص ١٠٦ - ابن أبي زرع، روض القرطاس، ص ٣٥٨ - ٣٦٣.
(١٨) ابن خلدون، العبر، ج ٧، ص ٧٧١ - ابن الخطيب، الإحاطة، ج ٢، ص ١٦، ص ٣٨ - المقري، نفح الطيب، ج ١، ص ٤٥٣ - ج ٤، ص ٣٨٥ - عنان، نهاية الأندلس، ص ١٠٧.
(١٩) ينظر، فرحات، غرناطة، ص ٣٦ - ابن أبي زرع، روض القرطاس، ص ٣٧٣ - ٣٧٤، ص ٣٨٠.
(٢٠) ابن خلدون، العبر، ج ٦، ص ٢٢٨ - فرحات، غرناطة، ص ٣٧.

<<  <   >  >>