للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جنده إلى جبل طارق ومدينة المرية بمعاونة ملك أرغون خايمي الثاني، بالرغم من المعاهدة القائمة بينه وبين سلطان غرناطة، وقعت قرب المرية معركة قادها عثمان بن أبي العلاء شيخ الغزاة ضد جند أرغون الذين أُصيبوا بهزيمة منكرة، إلا أن جبل طارق بعد الحصار الشديد لها أرغمت على التسليم (٢١).

أُرغم نصر على التنازل عن عرش غرناطة عام ٧١٣ هـ ليتولى أمرها إسماعيل الأول ٧١٣ - ٧٢٥ هـ/١٣١٤ - ١٣٢٥ م الذي اشتهر بالعدل والعفة (٢٢)، واهتم بأمر الجهاد. وحين قام القشتاليون بمهاجمة الأراضي الإسلامية استنجد إسماعيل ببني مرين وسلطانهم أبي سعيد، الذي رفض المساعدة لعدم استجابة إسماعيل لمطالب معينة (٢٣).

زحف الجيش القشتالي على غرناطة بجيش كبير بقيادة (دون بطرة ودون خوان) الوصيين على ملك قشتالة الفونسو الحادي عشر، وسارت معهم قوات إنكليزية ذات نزعة صليبية، فوقعت المعركة في ربيع الثاني عام ٧١٨ هـ/مارس ١٣١٨ م قرب مدينة غرناطة وكان قائد الجيش الإسلامي شيخ الغزاة أبا سعيد عثمان بن أبي العلاء الذي أحرز النصر ورد كيد الأعداء (٢٤).

بعد اغتيال إسماعيل الأول عام ٧٢٥ هـ خلفه ولده محمد الرابع ٧٢٥ - ٧٣٣ هـ/ ١٣٢٥ - ١٣٣٣ م، وفي عهده استطاع مسلمو غرناطة بالتعاون مع بني مرين من استعادة جبل طارق عام ٧٣٣ هـ/١٣٣٣ م بعد أن سيطر عليه الجيش القشتالي منذ عام ٧٠٩ هـ (٢٥).

أما نهاية محمد الرابع فلم تكن أفضل من نهاية أبيه، فاغتيل أيضاً فخلفه أخوه يوسف الأول ٧٣٣ - ٧٥٥ هـ/١٣٣٣ - ١٣٥٤ م الذي كان من أبرع ملوك بنى الأحمر، وفي عهده حدثت معركة بحرية في عام ٧٤٠ هـ انهزم فيها المسلمون، واشتركت فيها قوات من قشتالة وأرغون والبرتغال، وبارك البابا هذه الحملة، ودخلت جيوشهم مملكة غرناطة (٢٦).


(٢١) ابن الخطيب، اللمحة البدرية، ص ٧٥ - الحجي، المرجع السابق، ص ٥٤١.
(٢٢) فرحات، غرناطة، ص ٤٠.
(٢٣) الحجي، المرجع السابق، ص ٥٤١.
(٢٤) ينظر، ابن خلدون، العبر، ج ٤، ص ٣٧٣ - ج ٧، ص ٥٢٠ - ابن الخطيب، الإحاطة، ج ١ ص ٣٨٩ - المقري، نفح الطيب، ج ١، ص ٤٤٩ - ٤٥٠ - ج ٥، ص ٥١٠ - عنان، نهاية الأندلس، ص ١١٨، ص ١٧١ - فرحات، غرناطة، ص ٤١.
(٢٥) ابن الخطيب، اللمحة البدرية، ص ٩٣ - ٩٤ - فرحات، غرناطة، ص ٤٢.
(٢٦) الحجي، المرجع السابق، ص ٥٤٣.

<<  <   >  >>