للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استنجد سلطان بني الأحمر بالأخوة المرينيين فعبر سلطانهم إلى الأندلس، ووقعت معركة بين الطرفين في جمادى الأولى من عام ٧٤١ هـ/تشرين الأول ١٣٤٠ م استعمل المسلمون فيها المدافع التي تقذف النيران (٢٧). لكن المسلمين خسروا المعركة وعاث الإسبان فساداً في المعسكر الإسلامي وغنموا ما فيه، ووقعت هذه المعركة قرب طريف ولذا عرفت بوقعة طريف (٢٨). وعلى أثرها عقد السلطان المريني أبو الحسن الصلح مع بطره الأول ملك قشتالة، ووضعا قواعد لافتكاك الأسرى الذين كان من بينهم ابن السلطان (أبو عمر تاشفين) (٢٩).

وفي عام ٧٥٠ هـ/١٣٤٩ م سار ملك قشتالة ألفونسو الحادي عشر بقواته وحاصر جبل طارق، ولكن الوباء فشا في جيشه، وذهب ملك الإسبان ضحيته، فاضطر جيشه، بعد قرابة سنة من بدء الحصار، إلى ترك الحصار والانسحاب، فتخلصت مدينة جبل طارق من الخطر (٣٠).

استمرت مملكة قشتالة على سياستها من العبث في أراضي مملكة غرناطة ناقضة العهود، ولكن صلحاً عقد بين مملكة غرناطة وبين ملك أرغون بيدرو الرابع (٣١).

بعد اغتيال يوسف الأول عام ٧٥٥ هـ/١٣٥٤ م مرت مملكة غرناطة بوضع مضطرب توالى على عرشها أمراء ضعاف لم يكونوا بمستوى المسؤولية، قد خلع بعضهم أكثر من مرة. كما وحَّدت الممالك الإسبانية جهودها من أجل استصفاء مملكة غرناطة وتوزيع تركتها فيما بينهم، وبارك البابا هذه الخطوة، إلا أنها تعثرت فترة من الزمن.

وفي الوقت نفسه عقد صلح بين مملكة غرناطة وبين الممالك الإسبانية أرغون وقشتالة، كالصلح الذي عقده السلطان محمد السادس (الغني بالله) ٧٩٥ - ٨١٠ هـ/١٣٩٣ - ١٤٠٨ م


(٢٧) عنان، نهاية الأندلس، ص ١٢٧.
(٢٨) ينظر، ابن خلدون، العبر، ج ٤، ص ٣٧٥ - ابن الخطيب، اللمحة البدرية، ص ١٠٦ - المقري، نفح الطيب، ج ١، ص ٤٥٢ - ج ٥، ص ١٤ - ١٥، ص ٤١٣ - عنان، نهاية الأندلس، ص ١٢٨ - فرحات، غرناطة، ص ٤٤.
(٢٩) التعريف بابن خلدون، ص ٥٠ - المقري، نفح الطيب، ج ٥، ص ٤١٣.
(٣٠) ابن خلدون، العبر، ج ٤، ص ٣٩٤، ج ٧، ص ٦٣٢، ص ٧٧٦ - ابن بطوطة، الرحلة، ص ٦٦٥ - ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ص ٣٣٥ - ابن الخطيب، ريحانة الكتاب، ج ١، ص ١٤٠.
(٣١) ابن الخطيب، كناسة الدكان، ص ١٠٣ - ١٠٥، ص ١٦٤ - ١٦٥ - الحجي، المرجع السابق، ص ٥٤٩.

<<  <   >  >>