للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع ملك قشتالة (٣٢).

وفي عهد يوسف الثالث ٨١٠ - ٨٢٠ هـ/١٤٠٨ - ١٤١٧ م جدد الهدنة مع مملكة قشتالة لمدة سنتين، وبعدها رفض القشتاليون تجديد الهدنة، فسيطروا على بعض الحصون وأصبح هذا السلطان تابعاً لهم (٣٣).

تبع يوسف الثالث عدة أمراء اختلفت قدراتهم بين القوة والضعف، وفي عهدهم دخلت مملكة غرناطة في حروب جهادية مع مملكة قشتالة الإسبانية خسرت فيها غرناطة بعض القواعد والحصون المهمة.

وكان سقوط مدينة جبل طارق بيد القشتاليين في عام ٨٦٧ هـ/١٤٦٢ م على عهد السلطان سعد بن إسماعيل ٨٥٨ - ٨٦٨ هـ/١٤٥٤ - ١٤٦٤ م قاصمة الظهر لمسلمي غرناطة، حيث حال هذا الأمر دون وصول الإمدادات من عدوة المغرب إلى الأندلس، هذه الإمدادات التي بدأت بالضعف منذ بداية ضعف الدولة المرينية التي سقطت عام ٨٦٩ هـ/١٤٦٤ م، وحلت محلها دولة فتية هي دولة بني وطاس، ولكنها لم تكن في مستوى الدولة المرينية من حيث تقديم الإمدادات إلى الأندلس (٣٤).

اتحدت مملكتا قشتالة وأرغون في عام ٨٨٤ هـ/١٤٧٩ م على أثر الزواج الذي تم بين فراندة الخامس ملك أرغون وايزابيلا ملكة قشتالة في عام ٨٧٤ هـ. فبعد هذا الاتحاد بدأت مفاوضاتهم مع مملكة غرناطة حيث طلبا من سلطانها أبي الحسن علي ٨٦٨ - ٨٨٧ هـ/١٤٦٤ - ١٤٨٢ م شروطاً ثقيلة، رفضها السلطان الغرناطي، ففتح الباب أمام المناوشات المتبادلة (٣٥). فهاجم فراندة الخامس ملك أرغون غرناطة، واستولت قواته على مدينة الحمة (الحامة) الواقعة جنوب غربي غرناطة، فأمعنت في أهلها قتلاً، وذلك في المحرم من عام ٨٨٧ هـ/١٤٨٢ م، ثم زحف هذا الملك إلى مدينة لوشة وحاصرها، ولكن حاميتها استبسلت في الدفاع عنها وردت الغزاة على أعقابهم (٣٦).

تولى حكم غرناطة أبو عبد الله الصغير ولايته الأولى ٨٨٧ - ٨٨٨ هـ/١٤٨٢ - ١٤٨٣ م


(٣٢) فرحات، غرناطة، ص ٥٢.
(٣٣) فرحات، غرناطة، ص ٥٢ - ٥٣ - الحجي، المرجع السابق، ص ٥٤٩.
(٣٤) فرحات، المرجع السابق، ص ٥٥ - ٥٦.
(٣٥) فرحات، المرجع السابق، ص ٥٨.
(٣٦) عنان، نهاية الأندلس، ص ٢٠٢ - الآثار الباقية، ص ٣٣٥ - فرحات، المرجع السابق، ص ٦٠ - حتاملة، محنة مسلمي الأندلس، ص ٢٢.

<<  <   >  >>