للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي خاض معركة حامية ضد جيوش قشتالة فهزمهم، ثم قاد جيشاً آخر فاتجه نحو قرطبة، وانتصر في عدة معارك، إلا أنه أُسر في معركة عند قلعة اللسانة وأخذ أسيراً، وتولى أمر غرناطة والده أبو الحسن علي ٨٨٨ - ٨٩٠ هـ/١٤٨٣ - ١٤٨٥ م. ثم أطلق سراح أبي عبد الله الصغير عام ٨٩٠ هـ/١٤٨٥ م بعد توقيع اتفاق لصالح قشتالة. وتولى أمر غرناطة أبو عبد الله الزغل ٨٩٠ - ٨٩٢ هـ/١٤٨٥ - ١٤٨٧ م ثم عاد أبو عبد الله الصغير مرة ثانية إلى عرشه ٨٩٢ - ٨٩٧ هـ/١٤٨٧ - ١٤٩١ م. وخلال هذه الأحداث هاجمت القوات القشتالية مدينة لوشة مرة أخرى فدخلتها في عام ٨٩١ هـ بشروط لصالح قشتالة، ثم قامت حروب أسرية بين العم (الزغل) وابن أخيه (أبي عبد الله الصغير) انتهت بتقسيم مملكة غرناطة (٣٧).

بدأ ملك قشتالة يشدد ضرباته على المدن الأندلسية الباقية ويرهقها بالحصار، وكان يخرب ما حول مدينة غرناطة من أجل التهيؤ لدخولها. وأثناء ذلك عقد الزغل عام ٨٩٥ هـ/١٤٨٩ م معاهدة مع ملك قشتالة، فترك الأندلس إلى الجزائر (٣٨).

وبعد سقوط الحصون والمدن الأندلسية بيد الإسبان لم يبق سوى غرناطة، فأرسل الإسبان إلى السلطان أبي عبد الله يطلبون إليه تسليم غرناطة وفقاً لشروط معينة، فجمع السلطان أعوانه وأجمعوا على الرفض (٣٩).

وفي ربيع عام ٨٩٧ هـ/نيسان ١٤٩١ م حاصر الملكان الإسبانيان مدينة غرناطة، وأنشأ المحاصرون مخيماً تحول إلى مدينة أسموها (سانتافي/الإيمان المقدس). وقد خرج مقاتلو غرناطة عدة مرات لشل مخططات الإسبان وإفشالها، وكان على رأسهم موسى بن غسان الذي نسجت حوله الأساطير (٤٠). ودام الحصار سبعة أشهر صمد خلالها الغرناطيون، وفشلت كل محاولات الاقتحام المتكررة. ومع بداية شهر محرم من عام ٨٩٧ هـ/أواخر عام ١٤٩١ م ونتيجة اليأس وانتشار الجوع والمرض، اجتمع أعيان المدينة واتفقوا على تسليمها، ما عدا القائد موسى الذي رفض القرار، وخرج من الاجتماع مغاضباً واختفى أثره، ثم أُرسل الوزير أبو القاسم بن عبد الملك للمفاوضة،


(٣٧) ينظر، المقري، نفح الطيب، ج ٤، ص ٥٢٣ - ٥٢٩ - فرحات، المرجع السابق، ص ٦٢ - حتاملة، محنة مسلمي الأندلس، ص ٢٧، ص ٣٣.
(٣٨) المقري، نفح الطيب، ج ٤، ص ٥٢٢.
(٣٩) حول حصار غرناطة، ينظر، المقري، نفح الطيب، ج ٤، ص ٥٢٣ - ٥٢٩.
(٤٠) فرحات، المرجع السابق، ص ٦٣ - ٦٤.

<<  <   >  >>