للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتم التوقيع على معاهدة التسليم في ٢٥/كانون الأول ١٤٩١ م أي يوم عيد الميلاد - أما شروط التسليم فوردت في وثيقة مشهورة وأهم ما جاء فيها: -

١ - إطلاق الأسرى المسلمين في قشتالة.

٢ - تأمين المسلمين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.

٣ - احتفاظ المسلمين بشرعيتهم وقضائهم ونظمهم بإشراف حاكم إسباني.

٤ - تأمين حرية الدين والشعائر والحفاظ على المساجد والأوقاف.

٥ - أن لا يدخل مسيحي في مسجد أو دار مسلم.

٦ - أن يسير المسلم في ديار الإسبان آمناً لا يحمل علامة مميزة.

٧ - أن يجتاز إلى أفريقيا من يشاء من المسلمين في سفن ملك الإسبان لمدة ثلاث سنوات من دون مقابل.

٨ - أن لا يقهر مسلم أو مسلمة على التنصر.

٩ - أن يعامل الحاكم الإسباني المسلمين بالرفق والعدل.

١٠ - أن يوافق البابا على الوثيقة (٤١).

أما السلطان أبو عبد الله فقد اتفق أن يغادر المدينة إلى منطقة البشرات، حيث يعطى ضياعاً يعيش فيها، ويكون في طاعة ملك قشتالة، كما اتفق أن تقدم غرناطة خمسمائة من أعيانها ضمانة للطاعة، وقد أقسم الملكان على الوثيقة من أجل أن يطمئن المسلمون بذلك، ولكن تلك العهود نقضت فيما بعد.

فتحت المدينة أبوابها فجر الثاني من كانون الثاني ١٤٩٢ هـ/ثاني ربيع الأول ٨٩٧ هـ، فدخل نفر من القادة القشتاليين وتسلموا مفتاح المدينة من أبي عبد الله الصغير.

وفي الصباح دخل الجند غرناطة يقود طليعتها الكونت (دي تنديلا) الذي عين فيما بعد حاكماً لغرناطة، ورفعوا فوق برج الحمراء صليباً فضياً كبيراً وبقربه علم قشتالة وعلم القديس يعقوب (شنت ياقب)، ثم دخل الملكان الحمراء ظافِرَيْن.

وفي اليوم نفسه غادر السلطان أبو عبد الله قصره ومعه أهله واتجه إلى منطقة البشرات يذرف دموعه حسرة وألماً على الملك الضائع. وبعد مضي أشهر قليلة على


(٤١) فرحات، المرجع السابق، ص ٦٤ - ٦٥ - حتاملة، محنة مسلمي الأندلس، ص ٥٥ - ٥٦ - التنصير القسري، ص ١٩ وبعدها.

<<  <   >  >>