للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في المقدمة تأتي مملكة بني عباد في إشبيلية فقد كان المعتضد وابنه المعتمد من رواد الحركة الأدبية ولهم أشعارهم المختارة وعاش في ظلهما أشهر شعراء هذه الفترة أبو بكر بن عمار وابن زيدون صاحب ولادة بنت الخليفة المستكفي (هو محمد بن عبد الله بن الناصر ٤١٤ - ٤١٦ هـ) (١٤٢). ويأتي بعدهما شاعران مشهوران هما أبو بكر بن اللبانة وابن حمديس الصقلي (١٤٣).

ورعى بلاط المرية الحركة الأدبية (١٤٤)، فبالإضافة إلى نبوغ ولاة الأمر فيها بالشعر وهم أسرة بني صمادح، فعاصرهم ومدحهم أبو عبد الله محمد بن عبادة المعروف بابن القزاز، وأبو الفضل جعفر بن شرف القيرواني، وأبو حفص بن الشهيد وغيرهم (١٤٥). وكان ملوك بطليوس وهم بنو الأفطس من حماة الأدب والشعر، ومن أشهر الشعراء الذين عاشوا في كنفهم، الوزير الشاعر عبد المجيد بن عبدون، الذي اشتهر بمرثيته لبني الأفطس (القصيدة العبدونية) وبنو القبطرنة الثلاثة، ومن أشهر كتابهم أبو بكر بن قزمان (١٤٦).

ورعت مملكة سرقسطة الحركة الأدبية والعلمية والفلسفية، وكان في مقدمة الشعراء الذين احتضنتهم هذه المملكة هو أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي (١٤٧).

ورعى مجاهد العامري أمير مملكة دانية والجزائر الشرقية الحركة الأدبية، وأحاط نفسه بعدد ضخم من الأدباء والشعراء، ومن أشهرهم، أبو عامر أحمد بن شهيد، وأحمد بن رشيق وأبو حفص أحمد بن برد وغيرهم (١٤٨) أما الممالك الأخرى فكانت رعايتها للحركة الأدبية أقل مما ذكرنا عن هذه الممالك، وبعضها لم يذكر لها شهرة أدبية (١٤٩).

لكن عموماً يمكن القول أن اتجاهات أدبية جديدة ظهرت في هذا العصر -وبخاصة في الشعر- مثل: شعر الرثاء، مثله عبد المجيد بن عبدون، والشعر الفلسفي الذي مثله


(١٤٢) ينظر، صلاح خالص، اشبيلية، ص ١٣٥ وبعدها.
(١٤٣) ينظر، سعد إسماعيل شلبي، البيئة الأندلسية، ص ٣٣٥ وبعدها.
(١٤٤) أبو الفضل، تاريخ مدينة المرية، ص ٣٤ وبعدها.
(١٤٥) ينظر، ابن بشكوال، الصلة، رقم ٢٩٨ - ابن الآبار، الحلة، ج ٢، ص ٩٢ وبعدها - إحسان عباس، تاريخ الأدب الأندلسي، ص ٧١.
(١٤٦) ينظر، ابن عذاري، البيان، ج ٣، ص ٢٣٦ - المقري، نفح، ج ٢، ص ١٣٦ - عنان، دول الطوائف، ص ٤٢٨ - ٤٢٩.
(١٤٧) الضبي، بغية الملتمس، رقم ٣٤٢.
(١٤٨) تشراكوا، مجاهد العامري، ص ٢٣١ وما بعدها - حازم عبد الله، ابن شهيد الأندلسي، ص ٢٦ وما بعدها.
(١٤٩) ينظر، إحسان عباس، تاريخ الأدب الأندلسي، ص ٧٤ وما بعدها.

<<  <   >  >>