للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن عبد الملك توفي عام ٥٨١ هـ) (٢٤٣). مؤلف رواية (حي بن يقظان)، وكان بطلها حي يعيش في جزيرة لا يسكنها أحد من الناس، وليس له علاقة بأحد من أهل الجزائر الأخرى. بحث بعقله بحثاً منطقياً متدرجاً من البسيط إلى المركب حتى وصل إلى الاعتقاد بالله وغرضه من ذلك: أن يبين أن الشرع يتفق مع العقل (٢٤٤)، والفيلسوف الآخر المشهور أبو الوليد محمد بن أحمد المعروف بابن رشد شيخ الفلاسفة في الأندلس (توفي عام ٥٩٥ هـ) (٢٤٥). ودافع ابن رشد عن الفلسفة في كتابه تهافت التهافت، ورد بعنف على الإمام الغزالي (توفي عام ٥٠٥ هـ)، ووضح ابن رشد في كتب أخرى بأن الفلسفة لا تتنافى مع الدين، وألف كتاباً صغيراً سماه (فصل المقال فيما بين الشريعة والفلسفة من الاتصال) (٢٤٦). وقد اتهم ابن رشد بالزندقة لكثرة أبحاثه، فأحرقت كتبه الفلسفية جميعها في عهد دولة الموحدين، على عهد الخليفة المنصور، واحتفظ له بالكتب الطبية والرياضية (٢٤٧). وكذلك الفيلسوف موسى بن ميمون القرطبي اليهودي الأصل، والذي اعتنق الإسلام ودخل في خدمة الموحدين، وبعدها غادر المغرب إلى مصر ودخل في خدمة البلاط الأيوبي في مصر إلى أن توفي عام ٦٠٢ هـ (٢٤٨).

أما الحركة الأدبية فقد ازدهرت في الأندلس خلال عصر الموحدين، وذلك بسبب تذوق الخلفاء الموحدين للشعر الجيد، مع تقديرهم لشعر المديح والإشادة. وبلغ الشعر في الأندلس مستوى عالياً من الإزدهار والقوة، وأظله الموحدون برعايتهم، وتبارى الشعراء الأندلسيون في مدح الخلافة الموحدية والإشادة بها. حتى إن هذه النهضة الشعرية لم تخبُ في عصر الانهيار، أواخر العهد الموحدي - بل زادتها المحنة قوة، فنظم الشعراء قصائد الرثاء والقصائد المبكية، مما يشهد بأن الشعر الأندلسي، قد بلغ


(٢٤٣) المراكشي، المعجب، ص ٣١١ - أشباخ، تاريخ الأندلس، ص ٥٠٠ - محمد عبد المنعم خفاجة - قصة الأدب ج ١، ص ١٤٧ - أولبري، الفكر العربي، ص ٢١٢.
(٢٤٤) السامرائي، دراسات، ص ٢٥٨ - محمد أحمد المليجي " ابن طفيل "، مجلة العربي، العدد ١٤٥، ص ١٢٧.
(٢٤٥) النباهي، المرقبة العليا، ص ١١١ - ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ١٥٤ - أولبري، الفكر العربي، ص ٢١٣.
(٢٤٦) أحمد أمين، تاريخ الفلسفة الإسلامية، ص ١٥٨.
(٢٤٧) أنور الرفاعي، الإنسان العربي والحضارة، ص ٥١٦ - خودا بخش، حضارة الإسلام، ص ١٤٨ - أبو رميلة، علاقات، ص ٣٩١ - ٣٩٢.
(٢٤٨) عنان، عصر الموحدين، ق ٢، ص ٧٢٣ - ٧٢٤.

<<  <   >  >>