للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوطن والأهل (٢٥٧). واشتهر الشاعر ابن حزمون (توفي عام ٦١٤ هـ) بشعر الهجاء حتى وصف بأنه: بذيء اللسان (٢٥٨). وهناك بعض الشعراء الذين تميزوا بالهجاء السياسي أمثال (أبي عبد الله محمد بن الصفار القرطبي توفي عام ٦٣٩ هـ) فالبرغم من كونه أعمى مشوَّهاً، هجا المستنصر الموحدي، وتخفى في مدن المغرب من خطره (٢٥٩).

وبرز في الأندلس خلال هذا العصر شعراء الزهد ويمثلهم أبو عمران موسى بن عمر المارتلي الإشبيلي (٢٦٠). وكذلك أبو جعفر بن الوكيل (توفي عام ٥٥١ هـ)، ومن شعره:

أسير الخطايا عند بابك واقف ... له عن طريق الحق قلب مخالف

قديماً عصى عمداً وجهلاً وعزة ... ولم ينهه قلب من الله خائف (٢٦١)

وضمن هذا الفن ظهرت القصائد النبوية الطويلة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعداد معجزاته، والتشوق إلى زيارة ضريحه وإلى غير ذلك، ومن أشهر شعراء هذا الفن ابن الجنان (توفي عام ٦٤٠ هـ) والشاعر علي بن إبراهيم الأنصاري (توفي عام ٥٧١ هـ)، والشاعرة أم السعد بنت عصام الحميري المعروفة بـ (سعدونة) توفيت (عام ٦٤٠ هـ) (٢٦٢).

ويعتبر العصر الموحدي في الأندلس عصر بزوغ الشعر الصوفي ونضوجه، وأحسن من يمثله محيي الدين بن عربي (توفي عام ٦٣٨ هـ) المار ذكره (٢٦٣).

وبرز في الأندلس خلال العصر الموحدي، ونتيجة استرداد الإسبان لمعظم المدن الأندلسية، وما لحق أهلها من الأذى والضرر، نوع من الشعر يسمى رثاء المدن، مع الصريخ إلى نجدتها، وأحسن من مثل ذلك عالمنا الشهير ابن الآبار بقصيدته السينية المشهورة:


(٢٥٧) السعيد، أيضاً، ص ٢٣٥.
(٢٥٨) المراكشي - المعجب، ص ٣٧٣ - عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة، ج ٥، ص ٢٤٠.
(٢٥٩) السعيد، المرجع السابق، ص ٢٥٢.
(٢٦٠) ابن سعيد، المغرب، ج ١، ص ٤٠٦.
(٢٦١) المقري، نفح، ج ٢، ص ٥٩٩.
(٢٦٢) ينظر، المقري، نفح، ج ٧، ص ٤٣٢، ص ٤٤٠ - ٤٧٠ - أزهار الرياض، ج ٣، ص ٢٢٦ - ٢٨٢ - ينظر، محسن جمال الدين. احتفالات الموالد النبوية، ص ٢٠ وما بعدها - السعيد، المرجع السابق، ص ٢٦٩ وما بعدها.
(٢٦٣) ينظر، ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٣٣٩ - أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج ٣، ص ٧٢ - ٧٣.

<<  <   >  >>