للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الحركة الأدبية في مجال الشعر والنثر فقد ازدادت في ظل مملكة بني الأحمر وكان روادها لسان الدين ابن الخطيب وابن زمرك، واستمر الإزدهار مرافقاً للوجود العربي حتى سقوط غرناطة، فكأن القلم والسيف تعاهدا على الجهاد ومواصلة الطريق حتى النفس الأخير (٢٩٦).

والأعلام من الأدباء الذين أوصلوا الحركة الأدبية إلى هذا التفوق في عهد مملكة غرناطة هما:

١ - لسان الدين ابن الخطيب (توفي عام ٧٧٦ هـ)، الذي ترك لنا قصائد شعرية في أغراض متنوعة ولا سيما في المدح والسياسة، وله موشحات مشهورة، ومن أهمها:

جادك الغيث إذا الغيث همى ... يا زمان الوصل بالأندلس

ومن خلال مناصبه السياسية التي تقلدها في دولة بني الأحمر، وكان قريباً من الأحداث ومشاركاً فيها، فجاءت كتبه التاريخية مصادر أساسية لكل ما يتعلق بتلك المرحلة من الوجود العربي من الأندلس، وله رسائل مشهورة منها السلطانية ومنها الفلسفية ومنها الإخوانيات (٢٩٧).

٢ - أبو عبد الله محمد بن يوسف الصريحي المعروف بابن زمرك (٧٣٣ - ٧٩٧ هـ) تلميذ ابن الخطيب، والساعي إلى قتل أستاذه عام ٧٧٦ هـ وقد ترك لنا ابن زمرك مجموعة قصائد في المدح والوصف والغزل، كما برع في الموشحات (٢٩٨).

ومن الشخصيات الأدبية التي عاصرت ابن الخطيب أبو سعيد فرج بن لب (توفي عام ٧٨٢ هـ)، وكان شاعراً يتسم شعره بالرقة والسهولة (٢٩٩). ويختتم رواد الحركة الأدبية الأمير إسماعيل بن يوسف بن محمد بن الأحمر (توفي عام ٨٠٧ هـ) صاحب كتاب (نثير فرائد الجمان في نظم فحول الزمان) وفيه تناول سير الكتاب والشعراء المشهورين في القرن الثامن للهجرة، كما له كتاب (نثير الجمان في شعر من نظمني وإياه الزمان) وفيه يتحدث عن شعر الملوك من بني الأحمر وبني مرين وبني حفص وبني عبد الواد، وكذلك عن شعر وزراء الأندلس وقضاتها (٣٠٠).


(٢٩٦) فرحات، غرناطة، ص ١٦٨.
(٢٩٧) عنان، نهاية الأندلس، ص ٤٧٢ وبعدها - فرحات، غرناطة، ص ١٧٦ وما بعدها.
(٢٩٨) أيضاً، ص ٤٨٢ وبعدها - أيضاً، ص ١٨٠ وما بعدها.
(٢٩٩) المقري، نفح، ج ٥، ص ٥٠٩ - ٥١١.
(٣٠٠) عنان، نهاية الأندلس، ص ٤٨٥ - ٤٨٦.

<<  <   >  >>