للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجود الجراثيم مما لم يكن معروفاً في ذلك الوقت (٢٩١). ووضع الطبيبان ابن خاتمة وابن الخطيب جملة من الإرشادات والنصائح الطبية، من أجل إبعاد سكان مملكة غرناطة من خطر الوباء الكبير أو الطاعون الأسود. وتوجت مملكة غرناطة جهودها الطبية ببناء المستشفى (البيمارستان) في مدينة غرناطة على أيام السلطان محمد الخامس، وبناء دار للعجزة ومأوى للعميان في عصر السلطان محمد الأول (٢٩٢).

ونالت الحركة اللغوية تقدماً كبيراً في ظل مملكة غرناطة وكان من أشهر روادها: أبو بكر محمد بن إدريس القضاعي (توفي عام ٧٠٧ هـ) وله كتاب (الختام المفضوض عن خلاصة علم العروض)، والعالم أبو جعفر أحمد بن إبراهيم النحوي (٦٢٦ - ٧٠٨ هـ)، وكان عالماً بالقرآن والحديث، وكانت له حظوة عند السلطان أبي عبيد الله محمد بن الأحمر، وله كتاب (صلة الصلة). ومن علماء اللغة كذلك، أبو عبد الله محمد بن علي الفخار الذي كان شيخ النحاة الأندلسيين في عصره، وعليه درس ابن الخطيب وابن زمرك وتوفي بغرناطة عام ٧٥٤ هـ (٢٩٣). وابن مالك الأندلسي (٦٤٠ - ٦٨٦ هـ) صاحب الألفية المشهورة، من أهل جيان، الذي رحل إلى المشرق تاركاً الأندلس المضطربة (٢٩٤).

ونالت الدراسات التاريخية حظوة كبيرة في عهد هذه المملكة، ومن الشخصيات المشهورة في حقل التاريخ أبو جعفر أحمد بن علي بن خاتمة الأنصاري (توفي عام ٧٧٠ هـ) وله كتاب (مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية). وكذلك القاضي المشهور أبو الحسن علي بن عبد الله النباهي (٧١٣ - بعد عام ٧٩٣ هـ) وكان من خصوم ابن الخطيب ومن الساعين إلى هلاكه، وله كتاب (تاريخ قضاة الأندلس) وكتاب (نزهة البصائر والأبصار) في تاريخ الدولة النصرية (٢٩٥).

وأما كتب لسان الدين ابن الخطيب (٧١٣ - ٧٧٦ هـ) التاريخية فهي أكثر من أن تُعد، ويأتي في مقدمتها (اللمحة البدرية في الدولة النصرية) وكتاب (الإحاطة في أخبار غرناطة) وكتاب (أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام) وكتاب (نفاضة الجراب) وكتاب (كناسة الدكان) وغيرها كثير.


(٢٩١) فرحات، غرناطة، ص ١٦٣.
(٢٩٢) فرحات، غرناطة، ص ١٣٥، ص ١٦٤.
(٢٩٣) المقري، نفح، ج ٥، ص ٣٥٥.
(٢٩٤) عبد العال سالم مكرم " ابن مالك الأندلسي " مجلة العربي، العدد ١٦٦، ص ١٣١ وبعدها.
(٢٩٥) المرقبة العليا، ص ط المقدمة.

<<  <   >  >>