للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانوا يحصلون على إجازة خطية يمنحون بموجبها حق تدريس مادة معينة أو كتاب معروف (٢٨٥).

وشهدت مملكة غرناطة نهضة علمية كان من روادها محمد بن الرقاح المرسي الذي اشتهر بالهندسة والرياضيات، ومارس الطب أيضاً، وتوفي عام ٧١٥ هـ. ونبغ أبو يحيى بن رضوان الوادي آشي وتوفي سنة ٧٥٧ هـ، ووضع قصيدة في علم الفلك بعنوان (المنظوم من علم النجوم) ووضع رسالة في الاسطرلاب (٢٨٦).

ومن أشهر أطباء هذا العصر محمد بن إبراهيم الأنصاري المعروف بابن السراج

فكان طبيب السلطان محمد الثاني الخاص، وكان يداوي الفقراء مجاناً ويوزع أمواله على المحتاجين. وكذلك الطبيب يحيى بن هذيل التجيبي حكيم غرناطة وفيلسوفها (توفي عام ٧٥٣ هـ) وكان استاذاً لابن الخطيب (٢٨٧). وكان محمد الشقوري طبيب دار الإمارة أيام السلطان يوسف الأول وله كتاب (تحفة المتوسل وراحة المتأمل). وفي المرية لمع اسم الطبيب والشاعر والمؤرخ أحمد بن علي بن محمد بن خاتمة الأنصاري (توفي عام ٧٧٠ هـ) وله كتاب عن الوباء الذي عصف بالأندلس عام ٧٤٩ هـ/١٣٤٨ م بعنوان (تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد) (٢٨٨). ولا ننسى في هذا المجال لسان الدين ابن الخطيب، الذي سنذكره فيما بعد، وكان أيضاً من الأطباء المشهورين وله عدة كتب طبية منها: (رسالة تكوين الجنين) و (مقنعة السائل في المرض الهائل) يصف فيه أعراض الوباء الكبير (٢٨٩). ومن الابتكارات الطبية التي توصل إليها أطباء العصر النصري، منها: ما توصل الطبيب المالقي الحسن بن محمد بن الحسن القيسي حيث قدم دواء ضد سموم الحيات إلى السلطان يوسف الأول (٢٩٠). واستعان الغرناطيون بحشائش معينة توضع فوق المكان الملتهب فتشفيه وبخاصة مرض النقرس. كما استعملوا الضماد في مداواة عرق النسا. ويؤكد ابن الخطيب في كتابه (مقنعة السائل) أن مرض الطاعون ينتقل بالعدوى ويختفي في ثياب المريض، محاولاً بذلك الإشارة إلى


(٢٨٥) فرحات، غرناطة، ص ١٦٠ - ١٦١.
(٢٨٦) فرحات، غرناطة، ص ١٦٢.
(٢٨٧) المقري، نفح، ج ٣، ص ٥٢، ص ٢٥٨.
(٢٨٨) أيضاً، ج ١، ص ٢٤، (حاشية) - ج ٦، ص ٣٣ - ٣٧.
(٢٨٩) فرحات، غرناطة، ص ١٦٣.
(٢٩٠) ابن الخطيب، الإحاطة، ج ١، ص ٤٦٧.

<<  <   >  >>