للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرطبي (توفي عام ٧٥١ هـ) (٢٨٠) وأبو إسحاق إبراهيم بن يحيى الأنصاري المرسي (توفي عام ٧٥١ هـ أيضاً) وله كتاب (زهرة الأكمام) في قصة يوسف، وأبو عبد الله محمد الأنصاري المالقي (٦٤٩ - ٧٥٤ هـ) وله كتاب (بغية السالك في أشرف المسالك) في مراتب الصوفية وطرائق المريدين (٢٨١).

ومن خلال ما زودتنا به الروايات نفهم أن المراكز الفكرية ودور التعليم المهمة كانت موجودة في المدن الرئيسية كغرناطة ومالقة والمرية ووادي آش، وكانت الكتاتيب منتشرة في القرى والأرياف، وأعظم مدرسة بنيت في هذا العهد المدرسة اليوسفية بغرناطة عام ٧٥٠ هـ/١٣٤٩ م بناها السلطان يوسف الأول، كما عرفت باسم المدرسة العلمية والمدرسة النصرية. بدأت أولاً تدرس العلوم الدينية، ثم أصبحت تهتم بأكثر أنواع المعرفة والفكر، وقصدها الطلبة من سائر مناطق مملكة غرناطة، ونالت شهرة واسعة حتى أوفد عليها طلاب العلم من عدوة المغرب، بالإضافة إلى هذا كله وجد المؤدبون الخاصون لأولاد السلاطين (٢٨٣). وكتب على باب المدرسة بعض الأبيات:

يا طالب العلم هذا بابه فتحا ... فادخل تشاهد سناه لاح شمس ضحى

واشكر مجيدك من حل ومرتحل ... إذ قرب الله من مرماك ما نزحا

وشرفت حضرة الإسلام مدرسة ... بها سبيل الهدى والعلم قد وضحا

أعمال يوسف مولانا ونيته ... قد طرزت صحفاً ميزانها رجحا (٢٨٤)

وكانت المدرسة النصرية تعرض لائحة من الكتب مع أسماء الأساتذة الذين يقومون بتدريسها: فالقرآن الكريم يحتل الصدارة، ثم يأتي بعده كتاب الموطأ للإمام مالك.

وبعد ذلك ظهر كتاب (تحفة الحكماء في نقاط العقود والأحكام) للقاضي أبي بكر بن عاصم الغرناطي. واهتمت مدرسة غرناطة بتعليم اللغة والأدب، فاعتمدت كتاب سيبويه وكتاب الأغاني وآثار الجاحظ ومقامات الهمذاني والحريري، كما اعتمدت شعر العرب فكان ديوان الحماسة وديوان المتنبي من الكتب المفضلة. ولا نعرف بالتحديد عدد السنوات التي كان يقضيها الطلاب في هذه المدرسة قبل تخرجهم، إنما المتفوقون منهم


(٢٨٠) المقري، نفح، ج ٥، ص ٢٢٦.
(٢٨١) عنان، نهاية الأندلس، ص ٤٦٧.
(٢٨٢) فرحات، غرناطة، ص ١٥٨.
(٢٨٣) المقري، نفح، ج ٥، ص ٢٦٨، - ج ٧، ص ١٠٨، ص ١٦٦، ص ٢٨٢.
(٢٨٤) المقري، نفح، ج ٥، ص ٤٥٧ - فرحات، غرناطة، ص ١٦٠.

<<  <   >  >>