للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العباسي المستنصر بالله (٦٢٣ - ٦٤٠ هـ)، حاملاً كتاب تقليد ابن هود ولاية الأندلس، ولقبه المتوكل أمير المسلمين، والراية السوداء، والخلع والهدايا (٢٦). كذلك لما ثار أبو جميل زيان على الموحدين عام ٦٢٦ هـ، دعى للخليفة العباسي المستنصر بالله أيضاً (٢٧).

ومملكة غرناطة التي حكمتها الأسرة النصرية بالوراثة، فقد أعلن أمراء هذه الأسرة ولاءهم للخلافة العباسية حيناً ولملوك بلاد عدوة المغرب حيناً آخر، ولقب أمراؤهم بلقب السلطان وأمير المسلمين، مع العلم أن ألقاباً أخرى غلبت على بعضهم كالمخلوع والزُغل والزغيبي. وعرف بعض سلاطينهم بالقوة، ووقع البعض الآخر تحت سيطرة الوزراء (٢٨).

٢ - نظام الحجابة والوزراء:

أ - الحجابة:

الحاجب منصب إداري مشرقي، مهمته إدخال الناس على الخليفة حسب مقامهم وأهمية أعمالهم (٢٩). ولكن هذا المنصب في الأندلس الذي أوجده الأمير عبد الرحمن الداخل (١٣٨ - ١٧٢ هـ) وقلده أخلص رجاله، من أمثال: يوسف بن بخت وعبد الواحد ابن مغيث الرومي وغيرهم (٣٠)، هو بمثابة رئيس الوزراء الذي يعتبر حلقة الوصل بين الأمير الأموي وبين وزرائه (٣١).

واعتمدت الإمارة الأموية على أسر معينة فولت رؤساءها الحجابة مثل أسرة أبي عبدة، وأسرة ابن شُهيد وغيرهما. ففي عهد الأمير هشام ١٧٢ - ١٨٠ هـ تولى الحجابة أبو أمية عبد الغافر بن أبي عبدة، وكان حاجب الأمير الحكم بن هشام ١٨٠ - ٢٠٦ هـ أخاه أبا عبدة عبد العزيز (٣٢). ويخبرنا ابن عذاري بأن حجاب الأمير عبد الرحمن الأوسط (٢٠٦ - ٢٣٨ هـ) هما عيسى بن شهيد وابن أبي عبدة (٣٣).


(٢٦) عنان، عصر الموحدين، ص ٤١١ - ٤١٢.
(٢٧) أبو رميلة، علاقات، ص ٢٠٨.
(٢٨) فرحات، غرناطة، ص ٦٩ - ٧٢ - أبو رميلة، علاقات، ص ٢١٥ - ٢١٦.
(٢٩) حسن إبراهيم حسن وآخر، النظم الإسلامية، ص ١٨٦.
(٣٠) إبراهيم الدوري، عبد الرحمن الداخل، ص ٢٣٠ وما بعدها.
(٣١) ابن خلدون، المقدمة، ص ٢٤٠ - ظافر القاسمي، نظام الحكم، ج ١، ص ٤٥٠ - ٤٥١.
(٣٢) ابن الآبار، الحلة السيراء، ج ٢، ص ٣٠ - عنان، دولة الإسلام، ج ١، ص ٢٥١.
(٣٣) البيان المغرب، ج ٢، ص ٩٣.

<<  <   >  >>