للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتولى عيسى بن الحسن بن أبي عبدة الحجابة للأمير محمد (٢٣٨ - ٢٧٣ هـ) بعد وفاة الحاجب عيسى بن شُهيد. ووصفت لنا بعض الروايات بساطة هذا الحاجب وسلامة نيته (٣٤).

وشغل أبو عثمان عبيد الله بن محمد بن الغمر بن أبي عبدة حاجب الأمير محمد في عهد والده الأمير عبد الله (٢٧٥ - ٣٠٠ هـ). ويبدو لنا أن هذا المنصب الإداري (حاجب أولاد الأمراء) لا يعطي صلاحيات الحاجب نفسها الذي يكون بمثابة رئيس الوزراء. وربما يعني الوزير الخاص للأمير الولد في عهد والده. وقد استغنى الأمير عبد الله عن منصب الحجابة آخر أيامه مكتفياً بوصيفه بدر بن أحمد الصقلبي الذي كان ينظم أموره (٣٥). وكان بدر مولى الأمير الناصر من أشهر حجاب هذا الأمير (٣٠٠ - ٣٥٠ هـ)، واشتهر الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي بتولي هذه الخطة على أيام الخليفة الحكم (٣٥٠ - ٣٦٦ هـ) (٣٦).

وبعد وفاة الحكم عام ٣٦٦ هـ سيطر الحاجب المنصور على مقاليد الأمور وعرفت هذه الفترة ٣٦٦ - ٣٩٩ هـ بفترة الحجابة تولى أمرها الحاجب المنصور وأولاده من بعده وقد أحاط الحاجب المنصور نفسه بهالة من الأبهة والفخامة حتى إن الوزراء وغيرهم كانوا يقبلون يديه، كما أنه حجر على الخليفة هشام وساواه في المراتب (٣٧).

ولما سقطت الخلافة الأندلسية، وقامت على أنقاضها دويلات الطوائف، اتخذ بعضهم لقب الحاجب مثل سابور الفارسي، وهو أول المستقلين في منطقة بطليوس.

وباديس بن حبوس صاحب غرناطة، وأحمد بن قاسم أمير البونت (٣٨).

وعندما أصبحت الأندلس ولاية مرابطية، لم نر في نظم المرابطين من حمل إسم الحاجب، وكذلك الحال بالنسبة لدولة الموحدين. إلا أن الوزير أحياناً في دولة الموحدين يقوم مقام الحاجب، أي إختصاصه هنا رئيس تشريفات، فهو الذي يحجب الخليفة عن الخاصة والعامة ويأذن للوفود بالدخول عليه مع تقديم كل فرد بذكر إسمه


(٣٤) ابن حيان، المقتبس، ج ٢، ص ٢٥ - ٢٩.
(٣٥) ابن حيان، المقتبس، ج ٣، ص ٤.
(٣٦) ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ١٥٨، ص ٢٥١.
(٣٧) أيضاً، ج ٢، ص ٢٧٩ - العبادي، دراسات، ص ١٥٠.
(٣٨) الحميري، الروض المعطار، ص ٥٦ - العبادي، دراسات، ص ١٥٠ - ١٥١.

<<  <   >  >>