للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونسبه وبلده (٣٩). ولكن وجد حجاب للمهدي بن تومرت وللخلفاء الموحدين الآخرين، ولكن الذي يبدو أن هؤلاء لم يكونوا بمثابة رئيس وزراء، بل عملهم يقتصر على خدمة الخليفة الموحدي ومرافقته في حله وترحاله (٤٠).

ووجد لقب الحاجب في مملكة غرناطة أي بمعنى رئيس الوزراء، وكان له نفوذ كبير (٤١). وكان الحاجب يوجه الهيئة الحاكمة ويتولى رئاسة القصر الملكي، والسلطان محمد الرابع هو أول من أوجد هذا المنصب عام ٧٢٩ هـ/عندما عين أبا النعيم رضوان حاجباً له وسلمه إدارة المملكة السياسية والعسكرية (٤٢).

ب - الوزارة:

وجد نظام الوزارة في الأندلس منذ قيام الإمارة الأموية. وكانت وزارة متعددة المناصب، لها رئيس وزارة يسمى الحاجب، وهو حلقة اتصال بين الوزراء والأمير.

وهذا التعدد في عدد الوزراء لا نجده في المشرق، حيث كانت السلطة مركزةً في يد وزير واحد، وقلما وجد وزيران. أما في الأندلس فلكل ناحية من نواحي الإدارة العامة لها وزير يختص بها، وهناك بيت خاص لانعقاد مجلس الوزراء في قصر الإمارة (٤٣).

وبعد أن توطدت الأمور للأمير عبد الرحمن الداخل (١٣٨ - ١٧٢ هـ)، إستوزر عدة أشخاص من رجاله الأكفاء منهم: أبو عبده حسان بن مالك وابنه عبد الغافر؛ وشهيد بن عيسى بن شُهيد، وثعلبة بن عبيد الجذامي وغيرهم (٤٤). وعَدّل الأمير عبد الرحمن الأوسط (٢٠٦ - ٢٣٨ هـ) نظام الوزراء، فقسمها إلى عدة وزارات مختلفة، وألزم وزراءه الحضور يومياً إلى بيت الوزارة الذي خصصه لهم في قصر الإمارة، وذلك من أجل مشاورتهم في جميع أمور الدولة (٤٥). ومن أشهر وزراء هذا الأمير حسن بن عبد الغافر


(٣٩) ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة، ص ٤٥٧.
(٤٠) المراكشي، المعجب، ص ٣٣٨ - العبادي، دراسات، ص ١٥٨ - ١٥٩.
(٤١) العبادي، دراسات، ص ٢٣٠.
(٤٢) فرحات، غرناطة، ص ٧٤.
(٤٣) ابن خلدون، المقدمة، ص ٢٣٩ - ٤٠ - ظافر القاسمي، نظام الحكم، ج ١، ص ٤٥٠ - العبادي، دراسات، ص ١٤٤ - ١٤٦.
(٤٤) ينظر، مؤلف مجهول، أخبار مجموعة، ص ٧٦ - ابن الآبار، الحلة السيراء، ج ١، ص ٢٤٦ - ٢٤٧، ج ٢، ص ٣٠ - ابن عذاري، البيان المغرب، ج ٢، ص ٤٨ - إبراهيم الدوري، عبد الرحمن الداخل، ص ٢٣٦ وبعدها.
(٤٥) ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٨٠ - العبادي، دراسات، ص ١٤٢ - ١٤٣.

<<  <   >  >>