للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومضى طارق بمحاذاة الجهة الشمالية لوادي نهر الابرة، فهاجم منطقة الباسك، ثم افتتح أماية Amaya، واسترقة Astorga، وليون Leon (٦٨) . أما موسى فسار ببقية الجيش إلى الجنوب من وادي الابرة، ففتح لك Lugo، وباشر بإرسال حملات صغيرة لافتتاح المناطق المجاورة حتى صخرة بلاي Pena de Pelayo على المحيط الأطلسي (٦٩). وفي أثناء هذه الفتوحات، كان كل من موسى وطارق يقومان بوضع حاميات إسلامية في المناطق المحررة، وقد ورد ذكر إحدى هذه الحاميات في حولية مسيحية، حيث تشير إلى أن منوسة، Munnuz، أحد أصدقاء طارق، كان قد عُهد إليه بقيادة حامية مدينة خيخون Gijon التي تقع على ساحل المحيط الأطلسي (٧٠). ويحتمل أن تكون فتوحات موسى قد غطت مناطق أخرى في شمال غرب شبه الجزيرة، ولكن لا توجد لدينا أدلة مدونة على ذلك. وعلى أية حال، فلقد حرر كل من موسى وطارق معظم جليقية والاشتوريش، وتعقبا الفلول الأخيرة لجيش القوط الغربيين، واضطروها للفرار حتى جبال كانتبريا. ومن ثم اعتقد القائدان أنهما قد أنهيا المقاومة القوطية، ولا حاجة لهما بتتبع الأعداد الضئيلة الباقية من المنهزمين.

د - فتوحات عبد العزيز بن موسى:

رافق موسى بن نصير، كما أسلفنا، العديد من أبنائه، ومن أشهرهم عبد العزيز، وعبد الأعلى، ومروان. ولقد لعب هؤلاء، وبشكل خاص، عبد العزيز، دوراً هاماً في فتح شبه الجزيرة. وعلى العموم فهناك نقص في المعلومات، وأحياناً تناقض في الروايات التي تتعلق بذكر تواريخ وأماكن حملات عبد العزيز بن موسى. لقد أرسل موسى ابنيه عبد العزيز وعبد الأعلى إلى جنوب وجنوب شرق إسبانيا، وذلك لاستكمال فتح هذه الجهات التي لم يمر بها طارق بن زياد. وكان هذا على الأغلب بعد سقوط أشبيلية، عندما اتجه موسى إلى الغرب. فاستطاع عبد الأعلى، وربما كان ذلك بمساعدة عبد العزيز أيضاً، أن يفتتح كلاً من مالقة Malaga، والبيرة Elvira (٧١) . ثم توجه عبد العزيز بعد ذلك إلى شرق شبه الجزيرة، حيث تركزت المقاومة القوطية في هذه المنطقة


(٦٨) ابن القوطية، ص ٩؛ أخبار مجموعة، ص ١٥؛ المقري، ج ١، ص ٢٦٥.
وانظر: خليل السامرائي، المرجع السابق، ص ٨٢.
(٦٩) ابن الأثير، ج ٤، ص ٥٦٦؛ المقري، ج ١، ص ٢٧٦.
(٧٠) The Chronicle of Alfonso III, p. ٦١٢.
(٧١) الإحاطة في أخبار غرناطة، ج ١، ص ١٠١؛ المقري، ج ١، ص ٢٧٥.

<<  <   >  >>