للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطرقات، وقد أطلق عليهم إسم الدرابين الذين كانوا يحملون السلاح وتصحبهم الكلاب (١٥٧).

النظم العسكرية:

وندرس فيها الجيش والبحرية:

١ - الجيش:

عندما بدأ طارق بن زياد بتنفيذ خطة فتح الأندلس، عام ٩١ هـ/٧١٠ م أرسل حملة استطلاعية بقيادة أبي زرعة طريف بن مالك المعافري، وكانت هذه القوة الاستطلاعية تتألف من أربعمائة راجل ومئة فارس (١٥٨).

وفي رجب من عام ٩٢ هـ/٧١١ هـ عبر القائد طارق بن زياد على رأس جيش من العرب والبربر قوامه سبعة آلاف رجل، ثم أنجدهم موسى بن نصير بخمسة آلاف مقاتل من العرب والبربر، وضمت الحملة أيضاً سبعمئة رجل من السودان (١٥٩).

وفي رمضان عام ٩٣ هـ/٧١٢ م عبر موسى بن نصير إلى الأندلس يرافقه جيش عربي قوامه ثمانية عشر ألف رجل، معظم هؤلاء من القبائل اليمانية، وبقية العشائر العربية الأخرى التي كانت موجودة في القيروان، وضمت الحملة أعداداً كبيرة من رجال قريش البارزين، إضافة إلى الإداريين ورجال الدين (١٦٠). ومعنى هذا أن الجيش الإسلامي الذي قام بعملية فتح الأندلس يتألف من العرب والبربر وقليل من السودانيين.

فتحت جنوب ووسط الأندلس خلال الأعوام ٩٢ - ٩٤ هـ/٧١١ - ٧١٣ م، ودارت معارك عنيفة كمعركة وادي البرباط والمعارك الجانبية التي تم بها فتح قرطبة أو إشبيلية وغيرها من مدن الجنوب والوسط (١٦١)، أما الشمال الإسباني فتم فتحه في فترة لا تتجاوز ثمانية أشهر من عام ٩٥ هـ وإذا استعرضنا النصوص المتوفرة لدينا فيما يخص سير


(١٥٧) فرحات، غرناطة، ص ٩٠.
(١٥٨) المقري، نفح، ج ١، ص ٢٥٤.
(١٥٩) ينظر، مجهول، أخبار مجموعة، ص ٧ - ابن الأثير، الكامل، ج ٤، ص ٥٦١ - ٥٦٣.
(١٦٠) ذنون، الفتح، ص ١٦٢.
(١٦١) ينظر، مجهول، أخبار مجموعة، ص ١٥ - ابن عذاري، ج ٢، ص ١٣ - المقري، نفح، ج ١، ص ٢٧٧.

<<  <   >  >>