للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من رجالها القائد عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث وبخاصة في عهد الأمير الحكم والأمير عبد الرحمن، وأخيه القائد عبد الملك (١٩١).

كما اعتمدت حكومة الإمارة على أسر عربية ومولدة وبخاصة في مناطق الثغور، وكلفتها مهمة مجاهدة الممالك الإسبانية القريبة من أراضيها، أمثال أسرة بني تُجيب العربية وأسرة بني الطويل وبني عمروس وأسرة بني قسي المولدة في منطقة الثغر الأعلى، وأسرة بني سالم البربرية وأسرة بني ذي النون البربرية في منطقة الثغر الأوسط.

وعلى الرغم من وجود علاقات متشابكة بين هذه الأسر أولاً وبينها وبين حكومة قرطبة وصفت أحياناً بالعداء، إلا أن هذه الأسر وبخاصة في عصر الإمارة كان لها دور مشرف في مجاهدة الممالك الإسبانية المجاورة لها أحياناً بمفردها، وأحياناً بالإشتراك مع قوات قرطبة الزاحفة إلى الشمال (١٩٢).

ومما يلاحظ أيضاً في عصر الإمارة أن الأمير الأندلسي أحياناً يخرج بنفسه إلى الشمال الإسباني في حملات الصوائف من أجل تأديب الممالك الإسبانية، أو رد اعتدائها على الأراضي الأندلسية، وأحياناً أيضاً يرسل ولي عهده في قيادة الجيش مع صحبة خيرة قواته. فمثلاً الأمير الناصر خرج عام ٣١١ هـ إلى بلاد النافار وسميت هذه الغزوة بغزوة بنبلونة، ورجع إلى قرطبة بعد أربعة أشهر، بعد أن دمر أهم مدن وحصون النافار (١٩٣). والأمير عبد الرحمن الأوسط سار بنفسه عام ٢٢٥ هـ إلى مملكة ليون وافتتح الكثير من حصونها (١٩٤). وفي عام ٢٣٥ هـ أرسل الأمير عبد الرحمن الأوسط إبنه المنذر إلى مملكة ليون أيضاً، وأحرز النصر هناك (١٩٥)، وهناك عشرات الأمثلة لهذا الأمر.

وبقيت هذه المظاهر العامة نفسها، مستمرة في عصر الخلافة ٣١٦ - ٤٢٢ هـ. وقد بدأ الخليفة الناصر (٣٠٠ - ٣٥٠ هـ) اهتمامه بالجيش الذي أصبح عماد الدولة وسياج الملك، فسهر على إصلاح الجيش الذي أضناه الكفاح ضد حركات التمرد وضد الممالك الإسبانية، وحشد له الجند من سائر أنحاء الأندلس والمغرب، واستكثر من


(١٩١) ينظر، ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٨١ - ٨٢ - ابن الخطيب، أعمال، ص ١٩ - السامرائي، الثغر الأعلى، ص ١٦٦، ص ١٦٨، ص ٢٠١.
(١٩٢) ينظر، السامرائي، الثغر الأعلى، ص ٣٣٧ وما بعدها.
(١٩٣) ينظر، ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ١٨٩.
(١٩٤) ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٨٥ - النويري، نهاية الأرب، ج ٢٢، ص ٤٦.
(١٩٥) ابن الأثير، الكامل، ج ٧، ص ٥١.

<<  <   >  >>