للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معركة إقليش عام ٥٠١ هـ التي انتصر فيها الجيش المرابطي ضد مملكة ليون الإسبانية (٢١٥).

وعندما تقوم القوات المرابطية بواجب الجهاد في سبيل الله في الأندلس ينضم إليها صفوف المتطوعة من العلماء ومن عامة الناس، وكان لهؤلاء المتطوعة دور كبير في بعض المعارك (٢١٦).

كانت قيادة الجيش المرابطي في الأندلس تعهد إلى خيرة قادة المرابطين، والذين كان معظمهم من أفراد البيت المرابطي، وقد اشتهروا في معارك الجهاد الأندلسية، واستشهد بعضهم. وفي الوقت نفسه يقوم أمير المسلمين المرابطي أو ولي عهده بتفقد القطعات المرابطية في الأندلس ويصلح من أحوالها، وأحياناً يقودها بنفسه في بعض معارك الجهاد. ونظراً لكل هذه الأمور فقد فقدت دولة المرابطين خيرة رجالها الشجعان في بلد الأندلس أثناء قيامها بواجب الجهاد، وهذا من جملة الأسباب التي أدت إلى ضعف أمر هذه الدولة مبكراً (٢١٧).

وبعد سقوط دولة المرابطين، وقيام دولة الموحدين، أصبحت الأندلس ولاية موحدية، وورث الموحدون مهمة مجاهدة الممالك الإسبانية ببلد الأندلس. ولذا نرى أن دولة الموحدين تعتمد على قبائل مصمودة أولاً في إعداد الجيش، ومن ثم استعانت بقبائل بني هلال ثانياً والتي استخدموها في معارك الجهاد بالأندلس (٢١٨). وكذلك كانت القوات الأندلسية تؤلف بالجيش الموحدي بالأندلس جناحاً هاماً، وتشترك في سائر الغزوات التي قادتها الجيوش الموحدية ضد الممالك الإسبانية، وكانت هذه القوات الأندلسية تشتهر بشجاعتها وتفانيها في معارك الجهاد في سبيل الله من أجل الدفاع عن بلدها الأندلس، وكانت تقاتل في طليعة الجيوش الموحدية لخبرتها في قتال الإسبان، وكثيراً ما تكون سبباً في إحراز النصر، ونرى كذلك أن القادة الموحدين يستمعون باستمرار إلى مشورة القادة الأندلسيين العسكرية (٢١٩).

واستعان الموحدون بفرق عسكرية من المرتزقة الإسبان، وكان من أشهر قادتها


(٢١٥) ابن القطان، نظم الجمان، ص ٩ - ١٠ - مؤنس، " الثغر الأعلى "، ص ١٢٩.
(٢١٦) السامرائي، علاقات، ص ٢٨٠.
(٢١٧) ينظر، السامرائي، علاقات، ص ٢٥٠ وما بعدها.
(٢١٨) عنان، عصر الموحدين، ص ٦٣٥.
(٢١٩) عنان، عصر الموحدين، ص ٦٣٦.

<<  <   >  >>