للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علي بن الربرتير (٢٢٠).

وكان الخلفاء الموحدون يعبرون باستمرار إلى الأندلس لتفقد أحوالها العسكرية، وقد بنوا قواعد عسكرية جديدة فيها مثل مدينة الفتح في منطقة جبل طارق، وقاد بعضهم الحملات الجهادية أو عهد بقيادتها إلى أحد أولاده، وكان أفراد البيت الموحدي هم قادة الجيش الموحدي المرابط في الأندلس. فقد رأينا قيادة الخليفة المنصور الموحدي لمعركة الأرك عام ٥٩١ هـ الذي انتصر فيها على مملكة قشتالة (٢٢١). واشترك الخليفة الموحدي الناصر في معركة العقاب عام ٦٠٩ هـ ضد مملكة قشتالة، فاندحر المسلمون فيها كما هو معروف (٢٢٢).

ولم تصمد مملكة غرناطة هذه الفترة الطويلة أمام هجمات الإسبان، لو لم يكن لها جيش منظم قوي أولاً، تسانده جموع المتطوعة في سبيل الله التي ترى أن بقاءها مقتصر على حملها للسلاح ثانياً. وقوة هذا الجيش النصري تعتمد على: جودة التحصينات النصرية في مملكة غرناطة التي تتألف من الأبراج والحصون والقلاع وبخاصة أبراج الطلائع وهي أبراج للمراقبة (٢٢٣).

كان السلطان النصري قائداً للجيش أو يعهد بقيادته إلى أفراد الأسرة الحاكمة، أو أشهر رجالات الدولة، وقد عني السلاطين بهذا الجيش الذي يتوقف عليه بقاء المملكة، وأنشأوا له ديواناً يرعى مصالحه (٢٢٤).

وبجانب الجيش النصري توجد مشيخة الغزاة: وتتألف من المجاهدين المغاربة الذين أرسلتهم الدولة المرينية إلى مملكة غرناطة لمساعدتها في حروب الجهاد، ولها رئيس من بني مرين يسمى بشيخ الغزاة، وكان لهذه المشيخة دور مشرّفٌ في معارك الجهاد بالأندلس (٢٢٥)، ومع هذا زجوا أنفسهم في الخلافات الداخلية مع سلاطين بني الأحمر (٢٢٦). وفي أواخر العصر النصري وبعد اشتداد الضغط الإسباني على مملكة


(٢٢٠) ابن القطان، نظم الجمان، ص ٩٦ - ابن الآبار، الحلة، ج ٢، ص ١٩٣.
(٢٢١) ينظر، الحجي، التاريخ الأندلسي، ص ٤٩٠ - أبو رميلة، علاقات، ص ٢٣٦ وما بعدها.
(٢٢٢) أبو رميلة، علاقات، ص ٢٥٥ وما بعدها.
(٢٢٣) ابن الخطيب، الإحاطة، ج ١، ص ١١٥، ص ١٢٥.
(٢٢٤) فرحات، غرناطة، ص ٨٧.
(٢٢٥) ينظر، ابن خلدون، العبر، ج ٧، ص ٧٧١ - ابن الخطيب، الإحاطة، ج ٢، ص ١٦، ص ٣٨ - المقري، نفح، ج ٤، ص ٣٨٥ - عنان، نهاية الأندلس، ص ١٠٧.
(٢٢٦) ينظر، ابن الخطيب، اللمحة البدرية، حيث يذكر شيخ الغزاة عند كلامه عن سلاطين غرناطة.

<<  <   >  >>