للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين الخليفة الناصر للسفير الأوروبي بأن حكومته ليست لها أية علاقة ولا أية سلطة على جبل القلال، وأنها لا تتحمل تبعة أعمالها. وبذلك أعطت خلافة قرطبة للسلطات الألمانية مطلق الحرية في اختيار السبل المناسبة لعلاج هذه المشكلة (٣٠٥).

وفي عهد الخليفة الناصر تولى عبد الله بن عصام الخولاني حكم الجزائر الشرقية ٣٠٠ - ٣٥٠ هـ (٣٠٦). ويبدو أن هناك عمالاً تولوا إمارة الجزائر الشرقية خلال هذه الفترة، ومن أشهرهم، رشيق مولى الناصر (مات غريقاً عام ٣٤٣ هـ)، وكذلك جعفر بن عثمان المصحفي الذي تولى أمر الجزائر عام ٣٣٣ هـ (٣٠٧).

وأمر الخليفة الناصر عام ٣٤٤ هـ بتأسيس مدينة المرية لتكون القاعدة البحرية المهمة في شرق الأندلس، وأصبحت هي وبجانة بابي الشرق كما يقول ياقوت (٣٠٨). ونظم الخليفة الناصر شؤون البحرية فأنشأ عدداً كبيراً من دور الصناعة في مدن الأندلس: المرية - طرطوشة - الجزيرة الخضراء - مالقة وشلب وغيرها (٣٠٩).

ونجح الأسطول الأندلسي في عصر الخلافة بإحباط محاولات المهدي الفاطمي ودعم حركة عمر بن حفصون عام ٣٠١ هـ، ثم تمكن الأسطول الأموي من الاستيلاء على مدينة مليلة سنة ٣١٤ هـ ومدينة سبتة عام ٣١٩ هـ، وكذلك مدينة طنجة. وكرر هذا الأسطوال هجومه البحري على بلاد عدوة المغرب عدة مرات في عام ٣٣٣ هـ وفي عام ٣٤٥ هـ (٣١٠).

وفي عهد الخليفة الحكم ٣٥٠ - ٣٦٦ هـ فقد أكد على ناحيتين: الأولى الاحتفاظ بسيطرة الأندلس على مضيق جبل طارق، والثانية صد الخطر النورماندي.

وعندما تمرد الحسن بن كنون (من بقايا الأدارسة) عام ٣٦١ هـ ضد الخليفة الحكم سير إليه الجيوش بقيادة وزيره محمد بن القاسم بن طلمس، ثم لحقت به الأساطيل الأندلسية بقيادة قائد البحر عبد الرحمن بن رماحس. وفي البداية أحرزت القوات


(٣٠٥) السامرائى، الثغر الأعلى، ص ٢٦٤.
(٣٠٦) ابن خلدون، العبر، ج ٤، ص ١٦٤.
(٣٠٧) ينظر، ابن الآبار، التكملة، ج ١، ص ١٣ ترجمة (رقم ١٦) - الحلة السيراء، ج ١، ص ٢٥٧ - ابن عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة، ج ١، ص ١١٦ ترجمة رقم (١٥٤).
(٣٠٨) معجم البلدان، ج ٥، ص ١١٩.
(٣٠٩) ينظر، أبو الفضل، تاريخ مدينة المرية، ص ٥٦ - ٥٧.
(٣١٠) ينظر، العبادي، دراسات، ص ٧٣ - أبو الفضل، تاريخ مدينة المرية، ص ٦٣.

<<  <   >  >>