للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأندلس (٢٩٦). وعلى مر الزمن أنشأوا لهم سلسلة من المعاقل والحصون أشهرها قلعة فراكسنتيوم الواقعة شمالي مدينة طولون (٢٩٧)، والتي يسميها الجغرافيون المسلمون باسم دويلة جبل القلال (٢٩٨). واستمرت هذه الدويلة إلى عام ٣٦٥ هـ، وسيطرت على مناطق مهمة من فرنسا وسويسرة وشمالي إيطاليا (٢٩٩).

وفي عهد هذا الأمير سير قوة بحرية عام ٢٩٠ هـ إلى جزيرة ميورقة بقيادة عصام الخولاني، الخبير بشؤون هذه الجزيرة، فحاصرها أياماً وفتحها، وبذلك أصبحت هذه الجزائر ولاية جديدة تابعة للأندلس وتولى أمرها عصام الخولاني ٢٩٠ - ٣٠٠ هـ (٣٠٠).

وفي عصر الخلافة ٣٠٠ - ٤٢٢ هـ، نرى أن الإمبراطور البيزنطي بالتعاون مع هوجو ملك إيطاليا وبروفانس، حاولوا استرجاع قلعة جبل القلال عام ٣٣١ هـ، فهاجموها براً وبحراً، إلا أن الاضطرابات الداخلية في مملكة إيطاليا أجبرت هوجو على الانسحاب ومهادنة المسلمين فيها (٣٠١).

ويفهم من رواية العذري أن أسطولاً أندلسياً كبيراً بقيادة محمد بن رماحس ومعه غالب بن عبد الرحمن وسهل بن أسيد خرج من ثغر المرية وغزا سواحل إفرنجة في عام ٣٣١ هـ، إلا أن عاصفة هوجاء قذفت به بعيداً عن تلك السواحل (٣٠٢). ويعتقد أن هذه العمليات البحرية التي قام بها الأسطول الأندلسي، كانت تهدف إلى معاونة قاعدة جبل القلال (٣٠٣). وقد جرت مراسلات وسفارات طويلة بين حكومة الناصر بالأندلس وبين أوتو الأكبر إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة حول أمر هذه القاعدة. على أية حال فإن أمر هذه السفارة استمر إلى سنة ٣٤٤ هـ، لحصول مشكلة دبلوماسية (٣٠٤).


(٢٩٦) ينظر، السامرائي، الثغر الأعلى، ص ٢٦٣.
(٢٩٧) الحجي، التاريخ الأندلسي، ص ٣١٣.
(٢٩٨) ابن حوقل، صورة الأرض، ص ١٨٥ - الحموي، معجم البلدان، ج ١، ص ٢٧٣.
(٢٩٩) ينظر، رينو، غزوات، ص ٢٠٨ وما بعدها - عنان، دولة الإسلام، ج ١، ص ٤٢٥ وما بعدها - El-Hajji, Andalusian, p: ٢٠٧-٢٢٧.
(٣٠٠) ابن خلدون، العبر، ج ٤، ص ١٦٤ - السامرائي " الجزائر الشرقية "، ص ١٦٢.
(٣٠١) العبادي، دراسات، ص ٢٧١.
(٣٠٢) نصوص، ص ٨١.
(٣٠٣) العبادي، دراسات، ص ٢٧٢.
(٣٠٤) رينو، غزوات، ص ٢٢٨ وما بعدها - عنان، دولة الإسلام، ج ٢، ص ٤١٥.

<<  <   >  >>