للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويلاحظ في فترة الخلافة أيضاً علاقات المصاهرة مع الإسبان ويروى أن الخليفة الناصر كان حفيد سيدة نافارية، وكان هو نفسه ابن جارية إسبانية تسمى مزنة (٤٠١). وأطرف ما في الأمر أن طوطة ( Toda) الملكة الوصية على عرش النافار (توفيت عام ٣٤٩ هـ) كانت عمة الناصر من جهة الأمومة كما تذكر بعض الروايات اللاتينية (٤٠٢). والخليفة الحكم المستنصر تزوج من امرأة نافارية وهي صبح (أم الخليفة هشام المؤيد)، وهي التي ساعدت الحاجب المنصور على تمكنه من السلطة من الأندلس (٤٠٣).

كما كانت هناك علاقات مصاهرة بين أسرة بني قسي المولدة حكام الثغر الأعلى وبين حكام النافار في الشمال الإسباني (٤٠٤). وبطبيعة الحال فإن الأمر ينعكس على عامة الشعب، وبخاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار حالة الجهاد المستمرة في هذه الفترة مع الممالك الإسبانية فيقع الكثير من الأسرى بيد المسلمين.

وفي فترة الحجابة تزوج الحاجب المنصور من تريسا إبنة برمودة الثاني ملك ليون (٤٠٥). ومن ثم تزوج من إبنة شانجة الثاني بن غرسية ملك النافار والمسماة عبدة، وكانت من خيرة نسائه ديناً وجمالاً وكان ولده عبد الرحمن (شنجول) لقب على هذا الأساس تصغيراً لإسم جده لأمه شانجة (٤٠٦).

وحفل عصر الحجابة بالمنشآت العمرانية كمدينة الزاهرة ذات القصور المنيفة والحدائق الغناء. ومن ثم ابتنى إلى جانبها مدينة جميلة ذات قصر وحدائق رائعة وكان يرتادها للنزهة وسماها العامرية، كما اشتهر ببناء القناطر وغيرها (٤٠٧).

كما عرف عصره بمجالس الأنس والراحة، وكان للحاجب المنصور مثل هذه المجالس، وكان يشاركه وزرائه في رحلات أنس في نهر الوادي الكبير (٤٠٨). ووصف


(٤٠١) ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ١٥٦.
(٤٠٢) الحجي، أندلسيات، ج ١، ص ٨٣ - ٨٤ - Provençal, op. cit, I, P: ٣٩٢
(٤٠٣) ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٢٥٣ - ابن سعيد، المغرب، ج ١، ص ١٩٤.
(٤٠٤) ينظر، السامرائي، الثغر الأعلى، ص ٣٤٠ وما بعدها.
(٤٠٥) الحجي، أندلسيات، ج ١، ص ٧٩.
(٤٠٦) ينظر، ابن عذاري، البيان، ج ٣، ص ٣٨ - ابن الخطيب، أعمال، ص ٦٦، ص ٧٣ - عنان، دولة الإسلام، ج ٢، ص ٥٨٣.
(٤٠٧) ينظر، البيان، ج ٢، ص ٢٨٧ - ٢٨٨، ص ٢٩٩ - عنان، دولة الإسلام، ج ٢، ص ٥٧٥.
(٤٠٨) ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٢٩٩.

<<  <   >  >>