للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاهتمام بالصحة العامة، واشتهر المارستان في غرناطة والذي بني في عهد السلطان محمد الخامس، وكان هذا البناء مؤلفاً من جناحين واحد للرجال وآخر للنساء وكل جناح يتألف من طبقتين. بينهما بهو كبير في وسطه بركة ماء تصب فيها النافورات (٤٧٠).

كما كانت رياضة الصيد وسباق الخيل ورمي الجريد من أهم أعمال التسلية في المجتمع النصري، ولعلها تمارين عسكرية مبسطة يتدرب عليها أفراد المجتمع الذي تتطلب ظروفه اليقظة والحذر والبسالة على الدوام (٤٧١).

النظم القضائية:

تعتبر خطة القضاء بالأندلس من أعظم الخطط عند الخاصة والعامة وذلك لتعلقها بأمور الدين، مع احترام ولاة الأمر فيها لهذه الخطة وتطبيقها على أنفسهم وحاشيتهم إذا اقتضى الأمر ذلك (٤٧٢).

وخلال عصر الولاة ٩٥ - ١٣٨ هـ كانت الأندلس في فترة قلقة تعتمد الجهاد في سبيل الله في الشمال الإسباني أو وراء جبال البرتات، بالإضافة إلى بعض الصراعات الداخلية. ومعنى هذا أن صفة الجندية كانت غالبة على أهلها. ولهذا سمي القاضي في هذه الفترة بقاضي الجند (٤٧٣). وهذا تقليد قضائي موجود في شمال إفريقية خلال هذه الفترة (٤٧٤).

وأشهر قضاة الجند المسلمين في الأندلس خلال عصر الولاة ثلاثة هم: القاضي مهدي بن أسلم، وهو من أبناء المسالمة، والقاضي عنترة بن فلاح والقاضي يحيى بن زيد التجيبي (٤٧٥). ومن خلال تراجم هؤلاء القضاة يتبين لنا ما يلي:

١ - إن بعضهم، القاضي يحيى بن زيد، على رواية إنه تولى قضاء الأندلس بأمر من الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (٩٩ - ١٠١ هـ) (٤٧٦). وفي رواية أخرى إن والي


(٤٧٠) ينظر، فرحات، غرناطة، ص ١٣٤ - ١٣٥.
(٤٧١) ينظر، ابن الخطيب، اللمحة البدرية، ص ٩٠ - المقري، نفح، ج ٧، ص ١٧٤.
(٤٧٢) ينظر، المقري، نفح، ج ١، ص ٢١٧ - الحجي، القضاء، ٢١١.
(٤٧٣) الخشني، قضاة قرطبة، ص ١٤.
(٤٧٤) ينظر، المالكي، رياض النفوس، ج ١، ص ٥٧ - الدباغ، معالم الإيمان، ج ١، ص ٢٠٢.
(٤٧٥) ينظر، الخشني، قضاة قرطبة، ص ٨ - ١٤ - النباهي، المرقبة العليا، ص ٤٢ - ٤٣ - ابن الآبار، التكملة، ج ٢، ص ٧٣١.
(٤٧٦) النباهي، المرقبة العليا، ص ٤٣ - الخشني، قضاة قرطبة، ص ١٤.

<<  <   >  >>