للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقام قاضي الجماعة في مملكة غرناطة بمهام دبلوماسية، فالسلطان محمد الخامس أرسل القاضي أبا البركات الحاج إلى بلاط فاس في مهمة سياسية. وعندما كانت المملكة في آخر أيامها انتقل قاضي الجماعة ابن الأزرق إلى مصر ليطلب النجدة من المماليك في عهد السلطان قايتباي، وكذلك بعثة القاضي أبي بكر يحيى بن مسعود المحاربي إلى المغرب (٥٥٦).

النظم الاقتصادية:

عندما تم لقاء موسى بن نصير وطارق بن زياد عام ٩٤ هـ/٧١٣ م، وسارا سوية صوب طليطلة ينتظران انتهاء فصل الشتاء، من أجل استكمال فتح الشمال الإسباني، ضرب موسى بن نصير أول عملة ذهبية ليدفع منها رواتب جنده. ومعروف أن ضرب العملة كان من حق الخليفة نفسه، لكن الذي يبدو أن موسى قد خول بهذا الأمر من قبل الخليفة، سواء في أفريقية أو في الأندلس. وقد كان المسلمون يتعاملون خلال عام ٩٢ وإلى عام ٩٤ هـ بإسبانيا بالعملة الإفريقية التي ضربها موسى في عام ٩٠ هـ. وقد رسمت هذه الدنانير الأندلسية الجديدة على هيئة العملة الإفريقية وكانت لاتينية عربية، ففي ناحية منها كتب (محمد رسول الله) يحيط به نص لاتيني على هيئة دائرة، وفي الناحية الأخرى نجمة ذات ثمان أذرع حولها كتابات لاتينية، ويلي ذلك تاريخ سكها وهو عام ٩٧ هـ، وكذلك ضرب موسى عملة برونزية صغيرة لاتينية الكتابة (٥٥٧). ولعلنا لا نميل إلى وجود الكتابة اللاتينية على النقود لأن الدولة الأموية عربت نقودها زمن الخليفة عبد الملك بن مروان (٦٥ - ٨٦ هـ) (٥٥٨). وقد وضحت لنا بعض الدراسات، بأن موسى ضرب أول النقود الإسلامية في الأندلس، وكانت نسخاً لشكل نقود البلاد القديمة سواء من ناحية النوعية أو من ناحية الكتابة عليها بأحرف لاتينية والاحتفاظ بالرسوم التي كانت عليها قبلاً. والشيء الجديد فيها استبدال التعابير المسيحية بأخرى إسلامية ووضع التاريخ الهجري عليها (٥٥٩).

وإذا استثنينا وجود والٍ للأندلس، وقاضٍ إلى جانبه يسمى قاضي الجند، نجد


(٥٥٦) ينظر، النباهي، المرقبة العليا، ص ١٤٠ - ابن الخطيب، اللمحة البدرية، ص ٩٥ - فرحات، غرناطة، ص ١٠٠.
(٥٥٧) مؤنس، فجر الأندلس، ص ١٠١.
(٥٥٨) ينظر، حسن إبراهيم حسن وأخر، النظم الإسلامية، ص ٢٢١.
(٥٥٩) ينظر، بدر، دراسات، ج ١، ص ٢٦.

<<  <   >  >>