للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدي من أشراف بني عبد الدار بالأندلس وتقع غربي قرطبة (٥٨٤). وكان لبني غافق قرية كاملة بشرق إشبيلية وهي مرنيانة (مرجانة الغافقيين) (٥٨٥). وهناك الضياع الواسعة التي تضم القصور الكبيرة والتي تسمى بالبلاط مثل: بلاط مغيث الرومي وبلاط الحر (٥٨٦).

وكان أبو عثمان شيخ موالي بني أمية يمتلك إقطاعاً كبيراً بقرية طُرش من كورة قرطبة (٥٨٧). وهناك أملاك أرطباس الواسعة التي وزع بعضها على زعماء الأندلس أمثال الصميل (عقدة الزيتون بالمدور) وأبي عثمان (طُرش) وعبد الله بن خالد (الفنتين قرب لوشة). وأبي عبدة (حسان بن مالك) غربي الأندلس (منطقة إشبيلية) (٥٨٨).

وفي عصر الإمارة ١٣٨ - ٣١٦ هـ

حرص أمراء الأندلس على تنمية المواد الزراعية، وذلك بالاهتمام ببعض الثمار والبذور. فنرى الأمير الداخل يحرص على جعل قرطبة صورة من دمشق في منازلها البيضاء ذات الأحواش الداخلية المزينة بالأزهار والورد ونافورات المياه. واشتهر الأمير الداخل بأنه كان يرسل بعض رجاله إلى المشرق لجلب أشجار الفاكهة من بلاد الشام، فنسمع عن أحد رجاله المدعو سفر بن عبيد الكلابي والذي تنسب إليه أسماء بعض الفواكه التي غرسها في جنانه بكوره رية وأثمرت مثل التين السفري والرمان السفري، ثم اهتم بها الأمير الداخل وغرسها في منيته، وانتشرت بذلك زراعتها في سائر أنحاء الأندلس (٥٨٩). وبلغ من اهتمام الأندلسيين بالزراعة أنه عندما حل المذهب المالكي بالأندلس محل مذهب الأوزاعي -هذا المذهب الجديد لا يقر زراعة الأشجار بالمساجد عكس مذهب الأوزاعي- بقي أهل الأندلس مقلدين مذهب الأوزاعي في مجال الزراعة (٥٩٠). عدا هذه الإشارات تعوزنا المعلومات الدالة بدقة على مدى التقدم الزراعي في الأندلس حتى عهد عبد الرحمن الأوسط. إنما تكثر لدينا الشواهد نسبياً عن قيام


(٥٨٤) مجهول، أخبار مجموعة، ص ٦٣.
(٥٨٥) ذنون، الفتح، ص ٢١٩ - ٢٢٠.
(٥٨٦) ينظر، مؤنس، فجر الأندلس، ص ٦٣٣.
(٥٨٧) مجهول، أخبار مجموعة، ص ٢٤.
(٥٨٨) ينظر، ابن القوطية، افتتاح، ص ٢٨ - ٣٠ - المقري، نفح، ج ٣، ص ٢٦٧ - ٢٦٩ - ذنون، الفتح، ص ٤١٧.
(٥٨٩) ينظر، ابن الآبار، الحلة السيراء، ج ١، ص ٣٧ - ابن عذاري، البيان، ج ٢، ص ٦٠ - العبادي، في التاريخ العباسي والأندلسي، ص ٣١٨ - بدر، دراسات، ج ١، ص ١٤٨.
(٥٩٠) الحميدي، المصدر السابق، ص ٢٤٤ (ترجمة رقم ٥١٠).

<<  <   >  >>