للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرتا Fertta التي تدعى الآن سان ريمي St. Remi. ومن ثم ذهب إلى أفنيون، وافتتحها على الرغم من المقاومة المستميتة التي أبدتها حامية المدينة. وهكذا وقع القسم الأكبر من بروفانس تحت ظل الحكم العربي الإسلامي الذي استمر نحو أربع سنوات (٥٦). وفي هذه الفترة، قامت جيوش الأندلس، ربما بقيادة عقبة نفسه، بمهاجمة العديد من الأماكن الأخرى، مثل دوفينية Dauphine، وسان بول تروا St. Paul Trois Chateaux، ودونزير Donzere. ثم هاجموا ولايات شارل مارتل، وهكذا أدركوا ثأر المسلمين في معركة بلاط الشهداء. وأعادت هذه الجيوش أيضاً فتح مدينة ليون، ودخلت برغندي، وتمكنت من التوغل والوصول إلى جبال دوفينية وبيدمونت Piedmont في إيطاليا (٥٧). ولكن شارل مارتل، الذي ذعر نتيجة لهذه الانتصارات، بادر بالعمل فوراً على مقاومة المسلمين. وتمكن بمساعدة أخيه شلدبراند Childebrand من أن يعيد احتلال الكثير من الأماكن الحصينة مثل أفنيون، ثم تقدم بعد ذلك إلى أربونة التي انقطعت عنها الاتصالات بالأندلس بسبب المقاومة المسيحية في جبال ألبرت. وقد أرسل عقبة، الذي عاد إلى قرطبة، حملة لنجدة أربونة، كانت، كما تذكر الحوليات اللاتينية، بقيادة رجل يدعى عمر. ولم تنجح هذه الحملة التي جاءت إلى أربونة عن طريق البحر في إنقاذ المدينة لأن شارل مارتل تمكن من دحرها بعد فترة وجيزة من نزولها على الشاطئ إلى الجنوب من أربونة (٥٨) على الرغم من ذلك لم يتمكن شارل مارتل من احتلال أربونة التي ظلت قاعدة إسلامية في جنوب فرنسا إلى عهد عبد الرحمن الأول مؤسس الإمارة الأموية.


(٥٦) The Chronicle of Moissac, p. ١٦٦; Reinaud, op. cit., pp. ٤٠٦-٤٠٧ ( تاريخ غزوات العرب، ص ١٠٤ - ١٠٥).
(٥٧) (تاريخ غزوات العرب، ص ١٠٥ - ١٠٦) Ibid., pp. ٤٠٧-٤٠٨.
(٥٨) The Chronicle of Moissac, p. ١٦٦; Paul the Deacon, book ٦,p. ١٦٧; Reinaud, op.
cit., pp. ٤٠٤-٤٠٩.
( الترجمة العربية: تاريخ غزوات العرب، ص ١٠٦ وانظر أيضاً الصفحات التي بعدها، فجر الأندلس، ص ٢٨١ - ٢٨٣؛ سالم، المرجع السابق، ص ١٤٧ - ١٤٨.

<<  <   >  >>