للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفريقيا، ولكن غالبيتهم كانت من قبيلة مصمودة وفروعها. أما الآخرون، فينتمون إلى القبائل الأخرى، مثل هوارة، ونفزة، وزناتة، ومكناسة، ومطغرة. وقد استقر هؤلاء بصورة عامة في مختلف أنحاء شبه الجزيرة الآيبيرية.

ففي الجنوب عاشت أعداد كبيرة منهم في الجزيرة الخضراء، وشذونه وإشبيلية، وقرطبة، ورندة، وجيان والبيرة. وكان لهم في الجزيرة الخضراء على سبيل المثال إقليم كامل يسمى بإقليم البربر (١٠٦). وكان للبربر من قبيلة مغيلة أيضاً إقليم آخر سمي باسمهم في كورة شذونة (١٠٧). أما هوارة، فقد استقر جماعة منها بالقرب من جيان وكان لهم حصن يدعى بحصن الهواريين (١٠٨). واتخذت قبيلة لماية البترية موطنها في رية في إقليم سمي بإقليم لماية (١٠٩). وسكنت مجموعات كبيرة من مصمودة ونفزة في المنطقة الجبلية المحيطة بمدينة رندة. والتي كانت تعرف باسم تاكرونا (١١٠).

وكانت أهم مراكز استقرار البربر في الوسط والغرب، تتركز في طليطلة، والمناطق المحيطة بها (١١١). وكذلك في جبال المعدن Sierra de Almaden التي تقع إلى الجنوب من وادي آنة. وكانت هذه الجبال تدعى بجبال البرانس لأن غالبية سكانها من البربر البرانس (١١٢). وفي المنطقة الغربية، التي كانت تعرف أيضاً بأرض الجوف سكن عدد كبير من البربر، وكان تركزهم فيها عالياً، حتى قيل بأن " أرض الجوف بلاد البربر " (١١٣).

وكانت كل من ماردة ومادلين Medellin من أكثر المناطق ازدحاماً بالسكان من البربر (١١٤). وقد استقر بنو دانس بن عوسجة من مصمودة في الأقسام الجنوبية من البرتغال في قصر أبي دانس، وكان هؤلاء يتاجرون بالملح المتوفر في منطقتهم (١١٥).

وقد استقر العديد من البربر في الأقسام الشرقية من الأندلس، لا سيما في منطقتي


(١٠٦) العذري، ص ١٢٠.
(١٠٧) المصدر نفسه، ص ١١٣؛ جمهرة الأنساب، ص ٤٩٩؛ ياقوت: ٥/ ١٣٦.
(١٠٨) ابن القوطية، ص ٣٢، العذري، ص ٢١.
(١٠٩) الحميري، ص ١٧٠.
(١١٠) جمهرة الأنساب، ص ٥٠٠، فتح الأندلس، ص ٥٣.
(١١١) المقتبس، نشر: انطونيا، ص ٢٩٢؛ التكملة، ط. القاهرة: ١/ ٣١٥.
(١١٢) المقتبس، تحقيق: مكي، ص ٣٣١، ٦١٥ (هامش ٤٥٦)؛ الحميري، ص ١٤٢.
(١١٣) المقتبس، نشر، انطونيا، ص ١٣٩.
(١١٤) ابن القوطية، ص ٦٧؛ أخبار مجموعة، ص ٩٨، ١٣١؛ فتح الأندلس، ص ٣٥.
(١١٥) جمهرة الأنساب، ص ٥٠١؛ الحلة السيراء: ٢/ ٢٧٢ هامش (١)، الحميري، ص ١٦١ - ١٦٢.

<<  <   >  >>