للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلنسية وتدمير (مرسية) (١١٦). وينتمي هؤلاء إلى قبائل من البتر والبرانس. وكان لبربر مصمودة الذين ينتمون إلى البرانس منطقة خاصة بهم بالقرب من بلنسية تدعى بجزء مصمودة (١١٧). وقد أقام بعض البربر الذين ينتمون إلى صنهاجة في منطقة مرسية في مكان أطلق عليه اسم (الصنهاجيون) (١١٨). وكان أحد أقاليم بلنسية يسمى بإقليم زناتة نسبة إلى هذه القبيلة البترية (١١٩). وما يزال العديد من المواقع الأخرى في الأجزاء الشرقية من الأندلس يسمى نسبة إلى قبيلة زناتة، ولا سيما في محافظتي بلنسية، وقسطليون (١٢٠).

وتعد منطقة الشمال الشرقي إحدى أوسع أماكن الاستقرار للبربر في شبه الجزيرة الآيبيرية. وكانت المراكز المأهولة تتمثل بالمناطق التي تشمل وادي الحجارة، ومدينة سالم، وقلعة أيوب، وشنتبرية، ووبذة. حيث سكن في هذه المناطق قبائل تنتمي إلى مغيلة، ومصمودة (١٢١). وسكنت جماعات من هوارة في منطقة شنتبرية بقيادة السمح بن ورد - حيقن الهواري، وهو الجد الأعلى لبني ذي النون الذين حكموا طليطلة في عصر الطوائف (١٢٢). وكان بنو رزين أيضاً ينتمون إلى قبيلة هوارة، وقد استقروا في المنطقة السهلة في محافظة تيروال الحالية، وحكموا المنطقة أيضاً في عصر الطوائف، وكانت عاصمتهم تدعى باسمهم بنو رزين Albarracin، وتقع إلى الغرب من مدينة تيروال الحالية (١٢٣). واستقرت قبائل أخرى عديدة في الشمال الشرقي، نذكر منها على سبيل المثال، مكناسة، حيث كانت منطقة تسمى باسمهم مكناسة على ضفاف نهر الأبرو (١٢٤).


(١١٦) ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ٦/ ٦٤، ١١٧؛ الحلة السيراء: ١/ ٢٥٧؛ ابن عذاري: ٢/ ٥٠، ٥٦؛ ابن خلدون: ٤/ ٢٦٨.
(١١٧) العذري، ص ٢٠.
(١١٨) البكري، المسالك، ص ١٢٨.
(١١٩) العذري، ص ٢٠.
(١٢٠) انظر: عبد الواحد طه، الفتح والاستقرار، ص ٢٨٤.
(١٢١) مجهول، مفاخر البربر، ص ٦٠، جمهرة الأنساب، ص ٤٩٩، ٥٠١؛ المقتبس، تحقيق: مكي ص ٧٩، ١٦١ - ١٦٢؛ العذري، ص ٤٤.
(١٢٢) المقتبس، نشر: انطونيا، ص ١٨؛ العذري، ص ٤، ١٥، جمهرة الأنساب، ص ٤٩٩ - ٥٠٠؛ ابن عذاري: ٣/ ٢٧٦ - ٢٧٧.
(١٢٣) المقتبس، تحقيق: مكي، ص ٢٣٤؛ جمهرة الأنساب، ص ٤٩٩، ٥٠٠؛ الحلة السيراء: ٢/ ١٠٩؛ ابن عذاري: ٣٢/ ١٨١ - ١٨٢.
(١٢٤) الإدريسي، نزهة المشتاق، ص ١٩٠.

<<  <   >  >>