للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودليل ذلك ما جاء عن أبي عبد الله - عليه السلام -، في حديث طويل في قصة صلح الحديبية: ... (إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كتب كتاب الصلح: باسمك (١) اللهم، هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والملأ من قريش، فقال سهيل بن عمرو: لو علمنا أنك رسول الله... ما حاربناك اكتب هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله، أتأنف من نسبك يا محمد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: أنا رسول الله وإن لم تقروا، ثم قال: امح يا علي! واكتب: محمد بن عبد الله، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: ما أمحو اسمك من النبوة أبداً، فمحاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيده...) الخبر (٢).

فبماذا سنرد على ذلك الناصبي حين يقول: لماذا يرفض علي بن أبي طالب أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما طلب منه أن يمحو اسمه؟ أعلي بن أبي طالب أتقى وأحرص وأعلم من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في عدم رغبته لمسح الاسم؟ بل تكررت منه المعارضة لأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مثلما حصل في غزوة تبوك، حينما طلب منه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يمكث بالمدينة، كحال بعض الصحابة من أهل الأعذار كابن أم مكتوم وغيره لأسباب معينة رآها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لكنه خرج ولحق بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - محاولاً أن يثنيه عن قراره ويأخذه معه للمعركة.

فعن عبد الله، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن سليمان بن بلال، عن جعيد بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد أن علياً - عليه السلام - خرج مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى جاء ثنية الوداع وهو يبكي ويقول: تخلفني مع الخوالف؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟) (٣).


(١) وفي المصدر: بسمك.
(٢) مستدرك الوسائل: (٨/ ٤٣٧).
(٣) بحار الأنوار: (٣٧/ ٢٦٢)، العمدة: (ص: ١٢٧).

<<  <   >  >>