بكلمة -خرجت من أخيك- سوءاً؛ وأنت تجد لها في الخير محلاً) ... عن أبي بن كعب:(إذا رأيتم أحد إخوانكم في خصلة تستنكرونها منه فتأولوا لها سبعين تأويلاً..)(١) انتهى.
فمن الأولى بنا أن نسير على هدي الأئمة - عليهم السلام -، وأن نلتمس العذر لأصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وما كانوا فيه من هلع وحيرة عند مشاهدتهم لحبيبهم وما يعانيه من ألم مبرح.
وقد أثنى الله تبارك وتعالى عليهم وقال عنهم:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: ١١٠] وقد كانوا ينكرون على بعضهم في مسائل فقهية أقل من ذلك.
لماذا الطعن الآن بعد مضي تلك القرون الكثيرة على أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى هذه الحادثة وغيرها؟! وما الهدف من ذلك؟
أهؤلاء أعلم وأحرص على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من نفسه؟!
أم يحبون النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أكثر من أصحابه؟! أم هو إتباع هوى؟!
سادساً: أن وصف ابن عباس - رضي الله عنه - لما جرى (بالرزية)، لم يكن وقت حصول الحادثة ولكنه قالها بعد ذلك بسنين عندما تذكر حزنه على وفاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
سابعاً: لو سرنا في دروب الطعن والتفتيش عن سراب الشبه، فماذا سيكون ردنا لو قال لنا أحد النواصب: إن علي بن أبي طالب هو سبب تلك المشاكل؛ لأنه كان في بعض الأحيان يعارض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا يمتثل لأمره ابتداءً، مثلما حدث منه في صلح الحديبية من عدم مسح اسم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وعدم حلق رأسه ونحر هديه كغيره من الصحابة، وعدم قبوله بالاستخلاف بالمدينة في غزوة تبوك.
بل شارك في رفض أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو على فراش الموت عندما طلب منه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -