للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبب منعها من الميراث، ذهبت عليه السلام ولم تكلمه في هذا الأمر مرة أخرى.

والذي يشهد لصواب ما ذهب إليه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ما سار عليه الإمام... علي - عليه السلام - حيث لم يعط أولاده من فاطمة عليه السلام فدك حينما استلم خلافة المسلمين، وعندما سُئل في رد فدك قال: (إني لأستحي من الله أن أرد شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر) (١) فإذا كان الحكم على أبي بكر - رضي الله عنه - أنه كان ظالماً لمنعه حق الزهراء عليه السلام، فهل ينطبق هذا الحكم على الإمام علي - عليه السلام - والعياذ بالله- لأنه لم يُرجع لأولاده الحق في ميراث والدتهم؟ والمحب لأهل البيت وللمسلمين ينزه الجميع عن الظلم، ويبتعد عن سوء الظن بأبي بكر - رضي الله عنه - وغيره، وهذا ما تبينه النقطتان الآتيتان:

ثامنا: لم يدّع أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - هذا المال لابنته عائشة أو لغيرها من أمهات المؤمنين، بل تضمن تحريم الميراث جميع أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - (٢) وما فعل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - هذا الفعل إلا عملاً بوصية النبي، فهل تمسك أبي بكر بوصية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خطأ؟!

تاسعا: لا يستلزم من عدم إعطاء أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - الميراث لفاطمة أن يكون مبنياً على الكراهية والعداوة كما يروّج له أصحاب الفتن.

فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كذلك لم يعط ابنته فاطمة خادمة تساعدها على شؤون المنزل حينما طلبت منه، وهذا من المباح في الشرع، وفق المتيسر أو ما يراه صاحب الأمر، فهل نطعن كذلك في عدالة نبي هذه الأمة - صلى الله عليه وآله وسلم -؟!

قال الإمام علي - عليه السلام - في حديث طويل: (... ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لينصرف فقالت له فاطمة: يا أبتِ لا طاقة لي بخدمة البيت، فأخدمني خادماً تخدمني وتعينني على أمر البيت


(١) شرح نهج البلاغة: (١٦/ ٢٥٢).
(٢) بحار الأنوار: (٢٩/ ٧٠).

<<  <   >  >>