للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الغريب أننا نجد كثيراً من المتمسكين بهذه القصة يؤمنون يقيناً بتلك الرواية، تبعاً للعاطفة ولا ينظرون في صحة الإسناد وضعفه!

قال السيد هاشم معروف الحسني بعد ما أورد الروايات التي تتحدث عما جرى للزهراء عليه السلام.. إلى كثير من الروايات التي لا تثبت أسانيدها في مقابل النقد العلمي (١).

وقال أيضاً: ومهما كان الحال، فالحديث عن فدك وميراث الزهراء من أبيها ومواقفها من ذلك ومن الخلافة طويل وكثير، وبلا شك فإن الأصحاب والأعداء قد وضعوا القسم الأكبر مما هو بين أيدي الرواة ولا يثبت بعد التمحيص والتدقيق في تلك المرويات إلا قليل القليل (٢).

وقال كاشف الغطاء: ولكن قضية ضرب الزهراء، ولطم خدها، مما لا يكاد يقبله وجداني، ويتقبله عقلي، ويقتنع به مشاعري، لا لأن القوم يتحرجون ويتورعون من هذه الجرأة العظيمة، بل لأن السجايا العربية والتقاليد الجاهلية -التي ركزتها الشريعة الإسلامية وزادتها تأييداً وتأكيداً- تمنع بشدة أن تضرب المرأة (٣).

وقد سئل السيد الخوئي عن صحة رواية كسر ضلع الزهراء فأجابهم: على المشهور، ولم يحكم بصحتها (٤).

ثالثاً: قد يقول قائل: إن عليا أُمِر بعدم مقاتلة الصحابة حين اعتدوا على زوجه سيدة نساء العالمين عليه السلام، لحفظ راية الإسلام من سقوطها وافتراق أهل الملة بعد وفاة... النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأمره بالصبر على أذاهم.


(١) انظر: سيرة الأئمة الاثني عشر: (١/ ١٣٣).
(٢) المصدر السابق: (١/ ١٤٠).
(٣) انظر: جنة المأوى: (ص: ١٣٥).
(٤) انظر: صراط النجاة: (٣/ ٣١٤).

<<  <   >  >>