فالحاقدون من الكفار والمنافقين الظانين بالله ظن السوء يطيرون فرحاً بمثل هذه الأقاويل الواهية، لكن المحب للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحابته لا يحرف الكلم، ولا يختلق القصص الباطلة والروايات الموضوعة، فينزه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن كل زلة أو هفوة تخل بعصمته، ويلتمس العذر لأصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ويحسن الظن بهم إن وقع منهم ما يظن أنه زلة أو هفوة.
أما إن ثبت من الصحابة - رضي الله عنهم - ما يفيد الخطأ برواية معتمدة مقبولة، فإن الواجب على المسلم أن لا يُظهر المساوئ ويطير فرحا بصيدها، بل عليه أن يقذفها في بحار حسناتهم ويغضُ الطرف عنها ويمسك اللسان عن بيانها؛ لأن دلالة الحب العفو والصفح والغفران لأهل الفضل والإيمان، وأما الروايات الباطلة، فهي كما قال الله تبارك وتعالى:{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً}[الرعد: ١٧].