للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحذار أن يذهب بك التفكير - أيها القارئ الكريم- إلى أن هذه الشخصية التي حاكت المؤامرة الخبيثة كانت من نسج الخيال، أو جاءت من وهن المقال، بل كانت متواجدة في الساحة الإسلامية تدبر وتخطط، لذا لم يغفل عن بيان حالها العلماء، وكشفوا عوارها، فذكروا دورها الخبيث في تفريق صف الأسرة الإسلامية الواحدة، ونشر المفاسد الخطيرة في أذهان العوام.

وقد ترجم لشخصية عبد الله بن سبأ كثير من العلماء، منهم:

١ - سعد بن عبد الله الأشعري القمي (٣٠١ هـ): فقال: هذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبدالله بن حرسي وابن أسود، وهما من أجلّة أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم (١).

٢ - النوبختي (٣١٠ هـ): فقال: أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان ممن أظهر الطعن... على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم، وقال: إن علياً - عليه السلام - أمر بذلك... فأخذه علي فسأله عن قوله هذا، فأقر به، فأمر بقتله، فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين! أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت، وإلى ولايتك والبراء من أعدائك؟ فصيره إلى... المدائن إلى أن قال... ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي الإمام علي بالمدائن قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ولا يموت حتى يملك الأرض (٢).


(١) المقالات والفرق: (ص: ٢٠).
(٢) فرق الشيعة: (ص: ٢٢).

<<  <   >  >>