للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٠)} [الحجرات: ٩ - ١٠].

قال الشيخ محمد على الصابوني - رحمه الله -

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} أي وإنْ حدث أنَّ فئتين وجماعتين من إخوانكم المؤمنين جنحوا إلى القتال فأصلحا بينهما، واسعوا جهدكم للإِصلاح بينهما، والجمعُ {اقْتَتَلُوا} باعتبار المعنى، والتثنية بَيْنَهُمَا باعتبار اللفظ {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى} أي فإِن بغت إحداهما على الأخرى، وتجاوزت حدَّها بالظلم والطغيان، ولم تقبل الصلح وصمَّمت على البغي {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} أي فقاتلوا الفئة الباغية حتى ترجع إلى حكم الله وشرعه، وتُقلع عن البغي والعدوان، وتعمل بمقتضى أخوة الإِسلام {فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا} أي فإن رجعت وكفَّت عن القتال فأصلحوا بينهما بالعدل، دون حيفٍ على إِحدى الفئتين، واعدلوا في جميع أموركم {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} أي يحبُّ العادلين الذين لا يجورون في أحكامهم (١)

وقال الشيخ محمد باقر الناصري في تفسيره:

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} أي: فريقان من المؤمنين قاتل أحدهما الآخر

{فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} وابذلوا الوسع في إصلاحهما، {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى} بأن طلبت ما لا يحق لها، وقاتلت ظالمة معتدية، فانصروا الفئة المظلومة {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} لأنها ظالمة، {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} حتى ترجع إلى طاعة الله وتترك البغي والظلم، فإن رجعت وتابت فعودوا لإجراء الصلح بينهما، {بِالْعَدْلِ} دون ميل أو جور {وَأَقْسِطُوا} أي:


(١) تفسير صفوة التفاسير: (٣/ ٢١٧).

<<  <   >  >>