للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقاً لكي يذنبوا ثم يستغفروا، فيغفر لهم، إن المؤمن مفتّنٌ توابٌ، أما سمعت قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢)} [البقرة: ٢٢٢]، وقال تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: ٣]) (١).

٣ - أن الصحابة - رضي الله عنهم - معصومون في إجماعهم، فلا يمكن أن يجتمعوا على شيء من كبائر الذنوب أو صغيرها فيستحلوها ويفعلوها، وأما وقوع المعاصي من بعضهم ففيه الدلالة على عدم عصمة أفرادهم، ولا يضر هذا الزلل في عدالتهم، ولا يحطّ من مكانتهم.

ومما يدل على عدالتهم على وجه العموم، ما قام به الأئمة - عليهم السلام - من تمحيص لروايات الصحابة التي رووها عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلم يجدوا بعد الفحص والنظر صحابياً كذب كذبة واحدة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومع كثرة انتشار البدع في أواخر عهدهم كبدعة القدرية والخوارج والمرجئة، التي منشأها من تحكيم سقيم العقل وفساد الرأي، إلا أنه لم يوجد صحابي واحد في أولئك المبتدعة أبداً، وهذا يدل على أن الله قد اصطفاهم ورعاهم، وميزهم واختارهم لصحبة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ونشر دينه القويم.

قال أبو عبد الله - عليه السلام -: (كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - اثني عشر ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقِْض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير) (٢).


(١) الكافي: (٢/ ٤٢٣)، بحار الأنوار: (٦/ ٤١)، تفسير العياشي: (١/ ١٠٩)، مجموعة ورام: (٢/ ٢١٠).
(٢) الخصال: (٢/ ٦٣٩)، بحار الأنوار: (٢٢/ ٣٠٥).

<<  <   >  >>