فالذين قال فيهم (أصحابي) عند الحوض كانوا من المنافقين المتواجدين في المدينة والذين كان يظن - صلى الله عليه وآله وسلم - أنهم من الصحابة، ولم يكونوا كذلك، لعدم معرفته - صلى الله عليه وآله وسلم - للغيب وأحوال الناس الباطنة، وكان الحكم الشرعي يقتضي الحكم على الظاهر فقط.
ثانياً: قد يكون المراد بالأصحاب هنا أولئك الذين ارتدوا بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، كحال الكثير من العرب المرتدين، وممن أسلموا في السنوات الأخيرة.
روى المجلسي في البحار عن السيد ابن طاوس أنه قال: ذكر العباس بن عبد الرحيم المروزي في تاريخه: لم يلبث الإسلام بعد فوت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في طوايف العرب إلا في أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف، وارتد ساير الناس.
ثم قال: ارتد بنو تميم والرباب واجتمعوا على مالك بن نويرة اليربوعي، وارتدت ربيعة كلها، وكانت لهم ثلاث عساكر، باليمامة مع مسيلمة الكذاب، وعسكر مع معرور الشيباني وفيه بنو شيبان وعامة بكر بن وايل وعسكر مع الحطيم العبدي، وارتد أهل اليمن ارتد الأشعث بن قيس في كندة، وارتد أهل مأرب مع الأسود العنسي وارتد بنو عامر إلا علقة بن علاثة (١).
ثالثاً: قد يراد بكلمة (أصحابي) كل من صحب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على هذا الطريق القويم، ولو لم يره، ويدل على هذا رواية:(أمتي، أمتي) ورواية: (إنهم أمتي).
وأما قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: (أعرفهم)، فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد بين أنه يعرف هذه الأمة من آثار الوضوء، وهذا كما قال الله عز وجل على لسان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (٣٠)} [الفرقان: ٣٠] فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يقصد بالقوم أصحابه ومن كان في