وهذا التوحيد هو أول دعوة الرسل، وأول واجب على المكلف، ولأجله خلق الله الجن والإنس، وأرسل رسله، وأنزل كتبه، وهو الذي وقع النزاع فيه بين الرسل وأقوامهم، وبه افترق الناس إلى مؤمن وكافر، وسعيد وشقي.
وفي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: " إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم» .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» .
وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله» .