فأمر الرسل بإقامة الدين وأن لا يتفرقوا فيه، ودين الرسل واحد كما قال صلى الله عليه وسلم:«الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد» رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة (١) فأصل دينهم واحد وهو الإسلام وإن اختلفت فروع الشرائع.
والإسلام بمعناه العام هو الاستسلام لله وحده بعبادته وحده دون سواه، وجميع الأنبياء على دين الإسلام بهذا المعنى قال تعالى عن نوح {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[يونس: ٧٢](يونس الآية: ٧٢) .
وقال في خبر عيسى:{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}[المائدة: ١١١](المائدة الآية: ١١١) .
(١) العلات جمع علة، وهي الضرة، وأصله أن الذي تزوج أخرى بعد أولى قبلها ناهل ثم علَّ من هذه، وإنما سميت علة لأنها تعل بعد صاحبتها من العلل، والعلل الشرب الثاني أو الشرب بعد الشرب والنهل الشرب الأول، بنو العلات: بنو رجل واحد من نسوة شتى.