عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيد» .
٢ - التقدير الحولي: في ليلة القدر، إذ يقدر فيها ما يكون في السنة من أمور ووقائع، قال تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[الدخان: ٤](الدخان الآية: ٤) .
٣ - التقدير اليومي: وهو ما يقدر من حوادث اليوم من حياة وموت وعز وذل وغير ذلك، قال تعالى:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}[الرحمن: ٢٩](الرحمن الآية: ٢٩) .
المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه، فلا يكون في ملكه إلا ما يريد وهو على كل شيء قدير، قال تعالى:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}[القصص: ٦٨](القصص الآية: ٦٨) ، وقال:{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[هود: ١٠٧](هود الآية: ١٠٧) ، وقال:{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[البقرة: ٢٠](البقرة الآية: ٢٠) .
ولكن الإرادة نوعان:
١ - إرادة كونية قدرية: وهي المشيئة الشاملة لجميع الحوادث، ولا يلزم منها المحبة والرضا، كقوله تعالى:{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}[الأنعام: ١٢٥](الأنعام الآية: ١٢٥) .