للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - إرادة دينية شرعية: تتضمن المحبة والرضا كما في قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ١٨٥] (البقرة الآية: ١٨٥) ، فإذا وقعت الطاعة فقد أرادها الله إرادة كونية بمعنى قدرها وشاءها، وأرادها إرادة شرعية بمعنى أنه يحبها ويرضاها، وإذا وقعت المعصية فقد أرادها سبحانه إرادة كونية، وإلا فهو يبغضها ولا يرضاها.

المرتبة الرابعة: الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، فما سواه مخلوق، والله خالقه وخالق فعله وحركته وسكونه، لا خالق غيره، ولا رب سواه، قال سبحانه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: ٦٢] (الزمر الآية: ٦٢) .

وقال عن نبيه إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أنه قال لقومه: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: ٩٦] (الصافات الآية: ٩٦) .

والعباد فاعلون حقيقة ولهم قدرة وإرادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم، قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ - وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: ٢٨ - ٢٩] (التكوير الآية: ٢٨ - ٢٩) .

فأثبت سبحانه لهم مشيئة، ولكنها لا تنفذ إلا أن يشاء الله.

ولأن للعباد قدرة ومشيئة كلفوا، وأرسلت لهم الرسل، وأنزلت الكتب، وبهذا يحصل البيان وتقوم الحجة، وعلى أعمالهم يثابون ويعاقبون ولهذا وجب على العبد الإيمان بقدر الله والامتثال لشرعه وسؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم، كما ينبغي اتخاذ الأسباب لجلب ما ينفع ودفع ما يضر في سائر أمور الدنيا والآخرة، مع التوكل على الله، وسؤاله التوفيق والتيسير في تحقيق المرغوب، ودفع المكروه، وإذا نفعت الأسباب حمد الله وشكره، وإذا لم تنفع اطمأن لأنه بذل ما يقدر عليه، وصبر واحتسب الأجر

<<  <   >  >>